اجتثاث البعث … وطوفان الأقصى …/ باباه ولد التراد

...

 

في معركة ” طوفان الأقصى ” الخالدة التي كسرت هيبة العدو الصهيوني وتم التصدي فيها ببسالة للإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة ‘ وهم يدافعون عن الأرض بأرواحهم الطاهرة ‘ يحق للبعض أن يسأل أين حزب البعث؟ وأين نخوته وسرعة  نجدته ‘ كما حدث مثلا 1973—1991 مع تكفله بعوائل شهداء الانتفاضة…

وللإجابة على هذا السؤال أكتفي هنا بالتذكير فقط بأن  حزب البعث قد تعرض هو الآخر لكارثة كبرى وحرب طاحنة بهدف استئصاله من طرف الولايات المتحدة الآمريكية وحلف شمال الأطلسي مع ثلاثين دولة من ضمنها دول عربية عديدة .
وعلى إثر ذلك العدوان تم تفكيك دولة البعث لأنها سعت لبناء متطلبات الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية ‘ فتكالب عليها الأعداء و شنوا عليها الحروب الظالمة .. التي استخدمت فيها كافة أنواع  الأسلحة ‘ فضلا عن جريمة الحصار والتجويع لمدة 13 سنة .

وبعد أن سقط نظام البعث سنة 2003 تعرض عشرات الآلاف من قيادات وكوادر حزب البعث إلى الإعدام  والتنكيل’ مع الإبادة والتشريد لملايين الأشخاص من الحاضنة الشعبية للبعثيين ‘ وخلال هذه الفترة حصلت “إسرائيل” على لوائح  العلماء والأساتذة الجامعيين والضباط البعثيين من أجل قتلهم وتحييدهم.

بعد ذلك سلمت آمريكا العراق  لإيران بعد أن  أجبرتها المقاومة العراقية على الر حيل وبذلك حصلت إيران  على هدف كبير لم تنله من قبل خلال ثماني سنوات من الحرب مع  العراق ‘ وأصبحت تتصرف كيف  تشاء وتدير السجون في الناصرية وجرف الصخر وتقوم بالإعدامات لكي تثأر من البعثيين وعوائلهم ‘ وتقضي على تطلعاتهم ‘ والخطير في الأمر أن هذا الوضع مازال قائما لحد الساعة.

ومن المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما  احتلت العراق
أصدرت قانون اجتثاث البعث’ وإنشاء مجلس اجتثاث البعث ‘ وحلّت الجيش والمؤسسات الأمنية
حيث يشير بول بريمر في كتابه “عام قضيته في العراق” إلى أن الإدارة الأميركية أبلغته بقرار اجتثاث البعث قبل التحاقه بوظيفته في بغداد، بعد أن أطلعه وكيل وزير الدفاع دوغلاس فيث على مسوّدة خاصة بـ “اجتثاثه من المجتمع العراقي”.

وكان مرسوم قد صدر حينها يستهدف نحو عشرين ألفا من عناصر البعث ضمن مناصب قيادية معينة. ومازال البعث محظورا إلى الآن ولا يسمح بتداوله أو الترويج له.
وبهذا كله خسر البعث معركة كبرى يكفي أنها عطلت دوره في معركة طوفان الأقصى لكنه لم يخسر حرب الإرادة  المصيرية لتحرير فلسطين’ مع أن الهجمة كانت كبيرة وتداخلت فيها الخنادق ‘ وحصل خلالها ظلم ذوي القربى’ وشارك فيها من يتصف بالإسلام السياسي ممتطيا الدبابة الآمريكية’ ليشترك بعدها في أول حكومة عميلة شكلها المحتل الأمريكي وتغض الطرف عن جريمة تدمير الفلوجة …’ دون تغطية من قناة الجزيرة!
ومع ذلك فإن لكل مرحلة رجالها وقياداتها ‘ وحماس في هذه اللحظة هي الذراع القوي لأمتنا العربية
التي يقول في شأنها حزب البعث ” إن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح”.

مقالات ذات صلة