صباح الخجل…/ سيدي عالي بلعمش…
نواكشوط 28 سبتمبر 2019 ( الهدهد .م.ص)
شئنا أو أبينا ، سيظل الكنتي أحد أهم كتاب موريتانيا المعاصرين البارزين، اتفقنا معه أو اختلفنا . و سيظل الاعتداء عليه عملا همجيا، مؤسفا، لا يفعله إلا صغير و لا يتلذذ به إلا من هو أصغر منه.
صفعة الكنتي صفعة على وجه كل واحد منا .. على جبين موريتانيا المُخجلة.. على وجنة الثقافة المستباحة في بلدنا.. الثقافة المختطفة في بلدنا من قبل ذباب الولائم و بشمرغة الصحافة و هوليغانص المناسبات الدعائية.
لن تضر الكنتي قطعا، صفعة جبان على حين غرة في مناسبة حزينة و لن تكون قطعا أكبر فاتورة يدفعها ثمنا لعناده و دفاعه عن رأيه، لكن ارتياح البعض لها و عدم شجبها و استنكارها من الجميع يشي بمرض الساحة الثقافية و صغر أهلها و تصدع جدران سور حمايتها ..
قد أكون أكثركم اختلافا مع الكنتي، لكنني سأكون أكثركم اختلافا مع نفسي و تناقضا مع ذاتي ، إذا لم أفهم أنه لم يخلق لإرضاء خاطري و لا خواطركم و أنه بكل تأكيد ، لا يأسف (أكثر مني و منكم) ، على اختلافيه معي و معكم..
لقد ظل الرجل شجاعا في مواجهاته و عنيدا في الدفاع عن مواقفه . و ليس كاتبا جديرا بحمل تلك الصفة و لا حتى متذوقا للكتابة ، من لا يعترف بغزارة معارفه و جمال أسلوبه و سلامة منطقه و ليس منصفا (مثلي) من لا يحترم مواقفه في الدفاع عن قناعاته و رؤاه…
كل أخطاء اختلافنا مع الكنتي مقبولة و يمكن أن تكون مفهومة إلا الاعتداء الجسدي عليه أو الارتياح له ؛ تلك وحدها إساءة إلينا جميعا إلا الكنتي.