ومضة  …. دور اهل تجكجه في مقتل الطاغية كبولاي …./ مصطفى  صاليحي 

 

قرأت منشوراً يتحدث عن ملحمة بطولية تتعلق بمعركة تجكجة، التي قُتل فيها أحد أكبر الطغاة الذين عرفتهم إفريقيا، وهو كبولاني.
لقد زلزلت هذه المعركة أسس الاستعمار في القارة الإفريقية.
ولا شك أن لساكنة تجكجة دوراً استخباراتياً ولوجستياً مهماً يجب أن ينتبه إليه الباحثون؛ إذ لا يُعقل أن يتمكن القادمون من خارج المنطقة من اقتحام الحامية العسكرية دون دعم أو إسناد من أهل البلد.

وقد رُوي لي عن أحد الثقات أن جدي، محمد المختار ولد صاليحي، كان يؤوي أحد المجاهدين .
وعندما استُدعي من طرف الحاكم مع مجموعة من الرجال، أصابهم الجزع، فاعترف جدي وأقسم أمام الحاكم الفرنسي بأنه صافح ولد محمد خوي، وهو من قيادات “أهل الكديه”.

وعندما شعرت الساكنة أن الفرصة أصبحت مواتية للنضال السياسي، انخرط أهل تجكجة في حزب الوفاق بزعامة حرمه ولد ببانه، وعبّروا عن رفضهم لتزوير الانتخابات لصالح رازاك.
وقد تزعم تلك الانتفاضة الزعيم بن ولد صاليحي، حيث قام المجاهدون بحرق مقرات الإدارة الفرنسية، المعروفة بالجنفة.

وقد خلد تلك الملحمة البطولية أحد الشعراء الشعبيين، ولحّنتها الفنانة اتويت، ومن كلمات الأغنية:
“فلهول عنك نتكاصر يالريم، هاه أخلعن براج كج وصراصر أخلاو ول بيهم بن….

وقد نكّل المستعمر بالقبيلة بعد هذه الأحداث، فيما عُرف بفترة “السيبة”.

مقالات ذات صلة