” ادويده” ٱفة تهلك الحرث والنسل وتقلق المنمي
تفاجأ منمو المواشي بلعصابه وأجزاء من تكانت في بداية التسعينات بظهور أعراض مرضية قاتلة في المواشي إذ تصاب الدابة بانتفاخ و قيء يستمر أياما قليلة فيقضي عليها وتنتشر هذه الأعراض بسرعة في القطيع الواحد فتبيده و تتسبب في إجهاض مخاضه مما يوقف بشكل شبه كامل تكاثره.
ليكتشف الرعاة بأن الأمر يتعلق بديدان صغيرة سوداء بطول 12سم تعيش في شجر الطلح الصحراوي الذي يعتبر من أهم ما ترعاه المواشي ويستمر فتكها طيلة أشهر الشتاء قبل أن تعمل الحرارة على تراجعها.
سكان المناطق المتضررة الذين زرناهم في منطقة “آكواليل” الممتدة على طول 120 كم في الصحراء إلى الشمال الشرقي من لعصابه و الجنوب الشرقي من تكانت وجهوا رسائل إلى السلطات المختصة في شأن هذه الحشرة طلبا لمكافحتها. حامدينو ولد تكرور منم بالمنطقة يقول” كبدتنا هذه الآفة خسائر كبيرة في مواشينا وقتلت أجنتها في الأرحام وتسببت في ذبول الأشجار ونجدد طلبنا للحكومة من أجل اتخاذ التدابير اللازمة للحد من أضرارها”
ولا توجد إحصائيات دقيقة للخسائر التي أوقعتها أدويده في مواشي المنطقة وكل الأرقام المعلنة هي تقريبية فقط نظرا لوقوعها في مناطق الريف البعيدة بحسب المسؤولين البيطريين.
احمد ولد حمد رئيس رابطة المنمين بلعصابه قال أن الآفة تتسبب في نفوق ما بين 700 و1000رأس كل سنة وبإجهاض أجنة 6 دواب من كل 10 يظهر بها المخاض.
وذكر الدكتور البيطري المتقاعد جا عبد الرحمن أن قطاعه أرسل عينة من هذه الديدان سنة 1997 إلى مخابر فرنسية أظهرت أنها تحتوي على مكون سام غير أن الأمر لم يخضع للمتابعة وانتهى يومئذ عند ذلك الحد ، مضيفا أن أي منظمة دولية أو وطنية لم تتدخل ضد هذه الآفة .
وفي انتظار تحرك محلي أو إقليمي على قرار ما يحدث في موضوع الجراد الصحراوي تبقى الديدان القاتلة للمواشي بالصحراء الموريتانية هي أكبر تحد يواجه الثروة الحيوانية التي يعيش على ريعها معظم السكان فهل ينتظر هؤلاء اليوم الذي تظهر فيه هذه الآفة في الدول المتقدمة حتى يتم اكتشاف الوسائل الناجعة لمواجهتها والقضاء عليها؟
نقلا عن وكالة كيفه