جهود دولية لمحاربة الفقر في افريقيا – يجب أن تكون الحلول افريقية

تجتمع في فرنسا مجموعة G7، الدول السبعة الأغنى فى العالم ما يين 24 و26 اغشت الجاري وبمشاركة 500 شخص ما بين مبعوث وصحفي لحضور هذه القمة المخصصة لمحاربة الفوارق والفقر في إفريقيا. ويصل الغلاف المخصص للقمة حوالي 24 مليون أورو.
حسب عدة دراسات فإن 40% من سكان إفريقيا اي حوالي 400 مليون يعيشون تحت خط الفقر. وحسب البنك الدولي في تقرير نشر 2018 فإن موضوع الفقر في العالم أصبح مسألة إفريقية.
وتعاني القارة الإفريقية من الفقر والبطالة مع زيادة سريعة في السكان.
فى كتاب صدر 2007 لأستاذ ألإقتصاد في جامعة اوكسفورد Oxford الآمريكية تحت عنوان The Bottom Billion( المليارات الضائعة)، يحدد الكاتب Paul Collier أسباب الفقر في القارة الأفريقية في 4 نقاط:
– النزاعات العسكرية المتعددة والمتجددة
– لعنة المواد الأولية كالبترول والغاز والذهب…..
– التموقع الجغرافي بين جيران سيئين
– وسوء الحكامة أو التسيير

ولمعالجة هذا الوضع أو المصير الكارثي يدعو الكاتب إلى المساعدة الدولية المكثفة والتدخل العسكري فى القارة لوضع حد للنزاعات المسلحة.
مايتجاهله الكاتب، أن التدخلات الغربية هي سبب النزاعات فى القارة.
وان دعم الدول الغربية للدكتاتوريين في إفريقيا أحد الأسباب.
أما فى النقطة الآخيرة فهو محق، فغياب الحكامة الرشيدة وسوء التسيير هي أكبر ألأسباب والمسؤولية فى ذلك تقع على عواتق الأفارقة.
ففي إفريقيا تغيب السياسات الرشيدة للتوزيع العادل للثروة والحماية ألإجتماعية.
ثم إن الكاتب يتجاهل أن ألإعفاء من الضرائب لصالح الشركات الغربية الكبرى الموجودة فى إفريقيا يشكل إستنزافا لموارد القارة.
مثلا فى مالي يشكل ألإعفاء لصالح الشركات الغربية 11% من ميزانية الدولة، اي ما يعادل 3 مرات ميزانية التعليم.
وفى النيجر 4 عالميا فى تصدير اليورانيوم تساهم عائدات هذا المعدن النفيس بنسبة ما بين 4 و6% من ميزانية الدولة.بينما تشكل المساعدات الخارجية نسبة 40% من ميزانية الدولة.
إن القارة الأفريقية هي ألأغنى فى العالم لكنها تفتقد إلى الحكامة الرشيدة والتعليم الجيد والتوزيع العادل للثروة وإرساء دولة القانون.
لا تحتاج إفريقيا إلى إسعافات غربية لكنها تحتاج إلى توحيد جهود أبنائها فى وجه ألإمبريالية والرأس مالية المتوحشة وأن يأخذوا زمام المبادرة.
فلو كانت المساعدات تساعد فى تنمية البلدان لكانت إفريقيا اليوم غنية.

الدكتور/ المصطفى أفاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً