الرجل المنفق على المحاظر ينتقل الى الرفيق الاعلى

أحقا مات الكف السخي الندي، أ صدقا رحل كافل اليتامى والأرامل؟
أ فعلا فقدت المحاظر العون والمعين..؟
أو فقدت القبيلة الظهر والمسند والمتكأ..!
أتموت المروءة والتواضع والبذل والإثار دونما سابق علم..؟
أ أنت أيها الثرى، قبلت أن تواري ذلك الثغر الباسم وذلك الوجه الصبوح، تلك القامة السامقة، وذلك الاسم الكبير والعنوان العلم؟ عجيب هو الردى يختار كل نفيس ويستأثر بكل كريم..!
أ فقد من تسنى بسنة خير خلق الله و من شاركه الاسم وعلى نهجه سار دونما وجل..!
أنت الكريم العفيف السخي المنفق الحاذق الباذل…تسافر تجتاز شراك الدنيا وحبالها وحبائلها غير آبه بهذا المتاع الزائل، كسرت دار اللهوي واللعب وحطمت أصنام المال والنقد والدرهم وقررت شدٌ المطايا إلى حيث كنت تبني وتشيد منزلك الفخم وقصرك المهيب بين حدائق الجنان وعلى ضفاف الرحمات، تركت موائدنا وصرت تأكل مع الصديقيين والشهداء تفترش حرير الجنان..!
عجيب، وفيما العجب..! كنا نعرف أنك راحل فأنت إلى عالمنا لاتنتمي وإلى دنيانا لا تركن ولا ترنو..كنا نعرف أنك منشغل بالمآل وحقيقة الحال فلم تفوت وقتا لبناء نزل المأوى..!
غادرت و أنت نهر خلال وشمائل لا ينضب، وسيبقى لك نبع يسقى العالمين حتى بعد الرحيل..
خالي الكريم وخال الجميع وأبو الكل محمد لمين أمم إليك منا السلام حيث أنت في النعيم، وإليك بلاغ أن المقام بعدك ليس مقام عزاء أو رثاء وإنما مقام حمد وثناء، حمدا لمن اختارك إلى جواره واصطفاك لصحبة الصالحين في دار القرار..
ثناء لمن أعطاك المال فصرفته في طاعته وأنفقته في مساعدة أضعف مخلوقاته..
حمدا وثناءً لمن له الحمد والثناء على أنك تركت لنا من الأبناء والبنين دوررا ومن حسن السيرة ونبل الغايات دربا سالكا.. لنا العزاء فينا ولك الرحمات تترى..
سلام عليك وأنت في دار السلام.
محمد فال حرمه