بيان من اللجنة الموحدة لمتابعة قضية الصحفي اسحاق

الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم.

تمر هذه الأيام الذكرى السنوية العاشرة منذ اختطاف الصحفي الموريتاني “إسحاق المختار”، الذي انقطع الاتصال به يوم 15 أكتوبر 2013 بالشمال السوري، حيث كان مبتعثا من قناة “سكاينيوز عربية” الإماراتية، رفقة المصور اللبناني “سمير كساب” وسائقهما السوري.
منذ ذلك التاريخ تردنا في “اللجنة الموحدة للمتابعة والتنسيق” أنباء ومعطيات مؤكدة من حين لآخر، عن الجماعة المختطفة، والسجون التي يُحتجز بها الزميل إسحاق، وقد كانت من بينها معلومات دقيقة عن مكان الاحتجاز، والجماعات المسلحة المسؤولة عن الاختطاف، فنحيلها فورا بالتفصيل والتوثيق إلى الجهات المختصة في الدولة الموريتانية، للاستعانة بها في جهود البحث والتنسيق… إلا أن جهودها ظلت قاصرة ودون المستوى المطلوب، مما فوت الكثير من الوقت، وأهمل عشرات الفرص المتاحة في سبيل تحرير المواطن الموريتاني إسحاق المختار.
وهذه مناسبة للقول بصراحة إن تعاطي الدولة الموريتانية مع قضية زميلنا دون ما تنتهجه الدول إزاء مواطنيها المختطفين بتلك الساحات المتوترة، فقد تابعنا تحرير الصحفيين الأوروبيين، والأفارقة، والعرب… كلهم كانوا مختطفين لدى الجماعات المسلحة بالشمال السوري أو على الحدود المتوترة بالمنطقة، فسعت بلدانهم – بجهود رسمية عالية المستوى – إلى التنسيق مع دول المنطقة والفاعلين في الساحات بها، وجمع المعلومات، والتواصل مع الجماعات المختطِفة، إلى نجاح تحرير رعاياها من قبضة مختطفيهم بالطرق المعهودة في مثل تلك الحالات.
بيد أننا نسجل اليوم باحتجاج تقاعس الدولة الموريتانية في قضية زميلنا المختطف، رغم المطالبات المتكررة، والمناشدات الإعلامية والحقوقية، وما يقتضيه الواجب الوطني والإنساني في هذا الاتجاه،
آملين أن تأخذ الجهات العليا في البلد قرارا يعيد القضية إلى مسارها الصحيح، ويمهد بخطوات جادة إلى تتبع الخيوط البحثية وإطلاق سراح الزميل إسحاق، الذي اختُطف بينما كان يؤدي عمله الصحفي بأمانة والتزام.

كما أننا نحمل قناة “سكاينيوز عربية” التابعة لدولة الإمارات، المسؤولية التامة عن سلامة زميلنا الذي اختفى مبتعثا من قبل القناة هناك، ونسجل تقصيرها في جهود البحث، وإهمال الملف يوما بعد يوم، عكس ما هو معهود لدى المؤسسات الإعلامية الدولية والعربية، التي تتحمل مسؤولياتها كاملة إلى أبعد الحدود، حتى يتحرر صحفيوها من قبضة مختطفيهم.

وندعو الرأي العام الوطني، والعربي، والدولي، صحفيين، وحقوقيين، وسياسيين، ومدونين، وصناع رأي… إلى الوقوف خلف هذه القضية الإنسانية، حتى يتحرر زميلنا إسحاق من محنته التي استمرت عشر سنوات بين الألم والأمل.

تعلن اللجنة استنكارها، وإدانتها الشديدة لما يتعرض له إخواننا في قطاع غزة وعموم فلسطين المحتلة، حيث يرتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر تقطر بشاعة وانتهاكا للأعراف والقوانين الدولية.

تثمن اللجنة عاليا الموقف المشرف لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي مثل من خلاله موقف الموريتانيين عامة، وأحرار العالم كافة، لتكون بلادنا الدولة العربية الوحيدة، بل على مستوى العالم، التي أعلنت الحداد ثلاثة أيام عقب المجزرة البشعة في “مستشفى العمداني” بقطاع غزة.

اللجنة الموحدة للمتابعة والتنسيق في قضية إسحاق المختار.

مقالات ذات صلة