الصفوف ثلاثة: الفاعلون -المنتقدون- المتفرجون…!
نواكشوط، اغسطس 2019 ،( الهدهد .م .ص)
* بإمكان المنتقدين أن يحملوا أجمل الأفكار وأكثرها مثالية، لأنهم ليسوا في مقام مصارعة الواقع الذي ربما لَمَّا يُنتِجْ بعدُ الشروطَ والأسبابَ لتجسيد تلك الأفكار الجميلة، التي سيكتسبون من ترويجهم لها مستوًى من الألَقِ، لكنهم وحدهم من يكسب، أما الشعب الذي لا تُسعِفه إلا الأفعال فلن يَستفيدَ شيئًا، لأن هؤلاء ليسوا في مقام الفعل، ولو كانوا في ذلك المقام لفَرَضَ عليهم الواقعُ إكراهاته، فهم يلعنون الظلام بدلا من إيقاد الشموع، وتلك مهمة في قمة البساطة لكنها {مكسب لا ينفع الناس}
* أما الفاعلون، فمهما أخلصوا في الإصلاح، فإنهم هم مَن يُغالب إكراهاتِ الواقعِ ويعاسِرُ أثقالَ الفعل والبناء، الذي تتعطل فيه لغةُ الخيال المُجَنِّح لصالح لغة المنطق والإمكان، وبعضُ أفكار الإصلاح الميداني ليست بالضرورة ذات شعبية كبيرة، لكن هذه الأفكار هي التي تخدم الشعب، ويجد أثرها في حياته ولو بعد حين.. لأنهم من خلالها يعملون على إيقاد الشموع بدل لعن الظلام {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
* أما المتفرجون، فهم مجمج أغلبه من البسطاء، الذين لا يكترثون، وأحيانا هنا و أحيانا هناك، حسب الأمزجة والضغط و الرواج الإعلامي للأحداث.
#في النهاية، نحن نعول على الفاعلين في المقام الأول، مع أهمية دور المنتقدين، في تسليط الضوء على مواطن الخلل أحيانا، رغم طغيان عدم الموضوعية و الواقعية في الطرح في أحايين كثيرة، وواجب الفريقين هو الأخذ بيد الفريق الثالث”المتفرجين” إلى دائرة الاهتمام والمشاركة في الهم الوطني، غير أن ذلك يحتاج الجد والمصداقيةَ من “الفاعلين” و الإنصاف والواقعية من “المنتقدين”
وَلمْ تَزَلْ قِلّةُ الإنصَافِ قاطِعَةً ** بَين الرّجالِ وَلَوْ كانوا ذوي رَحِمِ
الولي طه
الصفحة على الفيسبوك