وقائع جلسة مساءلة ولد بوبات أمام المحكمة المختصة في الفساد
20 سبتمبر, 2023 – 17:28
(نواكشوط) – نفى المتهم في “ملف فساد العشرية” رجل الأعمال محمد الامين بوبات التهم الموجهة إليه في الملف، وذلك خلال مثوله أمام المحكمة المختصة في قضايا الفساد.
وذكّر رئيس المحكمة المتهم ولد بوبات في بداية الاستماع لردوده بالتهم الثلاث الموجه إليه وهي إخفاء عائدات إجرامية، والمساهمة في التستر على الثراء غير المشروع، وإعاقة سير العدالة.
ليرد ولد بوبات بنفي التهم جملة وتفصيلا مجيبا على أسئلة تتعلق بقطع أرضية في الملعب الأولومبي ومدرسة الشرطة، وتفاصيل شراكات جمعته بمقربين من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من بينهم ابنته ليلى وابنه الراحل أحمد رحمه الله.
واتهم ولد بوبات -خلال ردوده على أسئلة المحكمة- الشرطة بإهانته، مضيفا أنها كانت توقفه “من الصباح حتى المساء بدون أكل ولا شرب ودون أن ستجوبه”، مكررا عدم اعترافه بما ورد في محاضرها.
وهذه ردود المتهم محمد الأمين بوبات على أسئلة رئيس المحكمة:
بعد استدعائه مباشرة وقف محاميه عبد الله تاجدين وقال للمحكمة إنه يذكر المحكمة بوضعية صحية خاصة لموكله تتعلق بأحباله الصوتية وألم في إحدى ركبتيه، وقدم تقريرا عن وضعيته الصحية مترجما.
رده رئيس المحكمة إليه وخاطبه: اقرأ التقرير الذي قدمت.
تدخلت النيابة ونبهت المحكمة إلى أن التقارير الطبية الخاصة لا تقرأ علنا في الجلسات لأنها قد تتعلق بخصوصية صاحبها.
• الرئيس: هم من أثاروا الملف في الجلسة ومقتضيات العلنية أن الوثائق التي قدمت للمحكمة تكون علنية، لكن لا بأس شكرا على التنبيه، (استلم التقرير وقرأه سرا).
• الرئيس: عموما المحكمة تؤكد استعدادها للتوقف مراعاة لحاجة المتهم متى ما طلب ذلك.
• رئيس المحكمة مخاطبا ولد بوبات: أنتم هنا أمام المحكمة بثلاث تهم هي: إخفاء عائدات إجرامية، والمساهمة في التستر على الثراء غير المشروع، وإعاقة سير العدالة.
• ولد بوبات: لا أعترف بأي من هذه التهم
• الرئيس: سندخل في الاستجواب التفصيلي عنها واحدة تلو الأخرى. بالنسبة لإخفاء عائدات إجرامية؛ حسب وثائق الملف اشتريتم قطعا أرضية من الملعب الأولومبي، المحكمة تريد أن تعرف منكم كم عدد هذه القطع وكيف تم الشراء وآلية التسديد؟
• ولد بوبات: حضرت لمزاد علني شارك فيه معي كثير من الناس (التجار) واشتريت قطعتين أرضيتين وسددت ثمنهما في الوقت المحدد من خلال شك مصدق من بنك الأمانة (ذكر اسم مالكه).
• الرئيس: أنت شخصيا من شارك في المزاد؟
• ولد بوبات: أنا شخصيا من شارك وبحصور طاقم كبير من الدولة.
• الرئيس: ما هي أرقام هذه القطع؟
• ولد بوبات: القطعة رقم 11 والقطعة رقم 2 (ذكر اسميهما بالعربية والفرنسية).
• الرئيس: هل ما زالوا على ملككم؟
• ولد بوبات: إحداهما بعتها لليلى بنت عبد العزيز، والأخرى ما زالت على ملكي.
• الرئيس: كيف تمت عملية البيع لليلى
• ولد بوبات: بعد الشراء وضعت عليها رقم هاتفي أريد بيعها، واتصلت بي ليلى وقالت إنها تريد شراءها..
• الرئيس مقاطعا: أي القطعتين
• ولد بوبات: القطعة رقم 2
(يواصل).. عرضت عليها الشراكة في مؤسستها التي تريد بناءها، وبعد فترة اتضح لي أن المشروع أكبر مني وأخبرتها بذلك، جاءني لاحقا عمها سيد احمد عبد العزيز وبعت له القطعة الأرضية ب530 مليونا ولم يسدد لي ثمنها بعد.
• الرئيس: اشتريتم القطع الأرضية في إطار شراكة بينكم وليلى ؟
• ولد بوبات: اشتريتها قبل الشراكة معها وعرضتها للبيع وعندما اتصلت علي عرضت عليها الشراكة ثم تراجعت عن ذلك وأتاني عمها وبعت له القطعة.
• الرئيس: هل وثقتم الشراكة؟
• ولد بوبات: الأرض على اسمي والشركة على اسمي كذلك.
• الرئيس: ما اسم الشركة؟
يحاول ولد بوبات قراءة الاسم بالفرنسية ثم يقول إنه لا يعرف الفرنسية، ويطلب من محاميه قراءتها، فينطقها محاميه النقيب بونا الحسن: N.M.C Nouakchott Médical Center.
• الرئيس: هذه الشركة هل أنتم من يسيرها ؟
• ولد بوبات: الشركة أسسناها حتى يتم على اسمها إنشاء المشروع.
• الرئيس: ومن يسيرها ؟
• ولد بوبات: عبد الله شروك هو المسير.
• الرئيس: هل أعددت له وكالة على الشركة؟
• ولد بوبات: لا الشركة على اسمي.
• الرئيس: ما هو رأس مالها ومن هم شركاؤها؟
• ولد بوبات: هي باسمي فقط لأن هدفها كان إنشاء المشروع وتنازلت لهم بعد ذلك عنها.
• الرئيس: متى حصل هذا ومتى بدأت الشركة؟
• ولد بوبات: تنازلت عنها عام 2018، وعام التأسيس لا أعرفه، وأظنه قبل ذلك.
• الرئيس: التنازل عن الشركة أم عن الأرض؟
• ولد بوبات: عن الشركة.
• الرئيس: هل وثقتم ذلك؟
• ولد بوبات: لا علم لي بذلك، بيننا الثقة والتنازل والبيع غير موثقين والشركة ما تزال على اسمي.
• الرئيس: متى شيد البنيان على الأرض؟
• ولد بوبات: لا أذكر، كان بعد فترة من إنشاء الشركة.
• الرئيس: من يشرف على هذا البناء ومن يصرف الأموال؟
• ولد بوبات: كان يشرف عليه عبد الله شروق
• الرئيس: من عبد الله شروق هذا؟
• ولد بوبات: رجل أعمال مقاول، ممن يعملون في مجال البناء.
• الرئيس: وما هو مصدر المال الذي بنيت به الأرض؟
• ولد بوبات: مولها أهلها
• الرئيس: من أهلها ؟
• ولد بوبات: ليلى
• الرئيس: بكم اشتريت الأرض أصلا؟
• ولد بوبات: القطعة المعنية بـ 305 ملايين أوقية والأخرى ب35 مليونا، وسأقدم أمام المحكمة المخالصات.
• الرئيس: كيف كان يلجأ لكم ولد شروق؟
• ولد بوبات: طلب في البداية أن أنشئ له الشركة وسلمته نسخة من أوراقها ومن أوراق الأرض، وبعد البيع سلمت نسخة لسيد أحمد ولد عبد العزيز وما زالت عندي نسخها الأصلية.
• الرئيس: القطعة الأخرى هل شيدت فيها أي شيء ؟
• ولد بوبات: لا، إطلاقا.
• الرئيس: ننتقل إلى موضوع آخر؛ مدرسة الشرطة، اشتريت فيها أيضا قطعا أرضية كيف تم ذلك؟
• ولد بوبات: اشتريت فيها 5 قطع أرضية في عرضين متفاوتين، الأول اشتريت فيه قطعتين والثاني اشتريت فيه ثلاث قطع.
• الرئيس: بكم اشتريت القطع؟
• ولد بوبات: تكلفتهم جميعا أزيد من 160 مليونا.
• الرئيس: كيف سددت المبالغ؟
• ولد بوبات: سددت ثمنهم جميعا بشيك مصدق باسمي أنا محمد الأمين بوبات
• الرئيس: هل مازالوا في ذمتك؟
• ولد بوبات: لا، بعتهم للمرحوم أحمد ولد عبد العزيز، رحمه الله.
• الرئيس: متى بعتهم، ومتى اشتريتهم؟
• ولد بوبات: اشتريتهم 2013 وبعتهم 2014، اشتريتهم ب164 مليونا وأقمت فيهم أساسا بقيمة 15 مليونا وبعتهم ب200 مليون لأحمد ولد عبد العزيز.
• الرئيس: هل سدد لك المبلغ كيف؟
• ولد بوبات: كانت تربطنا شراكة في شركة I.P.R أنا وهو وبلاهي بوزومة، كنت أنا مديرها المالي وكان بلاهي بزومة مديرها العام. كانت حصته (أحمد عبد العزيز) في ذلك العام من الأرباح أزيد من 200 مليون، وتنازلت له عن القطع مقابل تلك الأرباح.
• القاضي: إذا سددت له من خلال تقاسم أرباح I.P.R ؟
• ولد بوبات: نعم.
• القاضي: متى تأسست هذه الشركة؟
• ولد بوبات: أنشئت عام 2006، وبقينا شركاء فيها حتى عام 2020، وفي هذا العام تعرضنا لظلم وطرد شركاؤنا وقالوا إن لديهم مطالبات على الشركة، وبحكم موقعي كمدير مالي أخبرتهم بأن لا علمي لي بمتطلبات علينا فقد سددنا للجمارك وخفر السواحل والضرائب كل مستحقاتهم.
• الرئيس: ما المجال الذي تنشط فيه الشركة؟
• ولد بوبات: كنا نوزع السمك لشركتين من كبريات الشركات، أيرلندية وصينية، ونسير 11 باخرة، 6 لواحدة و5 للأخرى.
• الرئيس: كيف تتقاسمون الأرباح؟
• ولد بوبات: يتم ذلك بشكل دوري.
• الرئيس: فصل لنا أكثر، أنت كنت المسؤول المالي للشركة هل لدية وثائق محاسبية؟
• ولد بوبات: لا ليست لدي.
• الرئيس: ما هو رأس مال الشركة وما هي حصة كل واحد منكم.
• ولد بوبات: أحمد لديه 34% وأنا وبلاهي كل منا لديه 33%.
• الرئيس: ماذا دفعتم مقابل ذلك؟
• ولد بوبات: لم ندفع أي شيء، لأن الشركة شركة تقديم خدمات.
• الرئيس: متى توزعون الأرباح ؟
• ولد بوبات: حين يحصل عندنا ربح نوزعه، أحيانا شهرين وأحيانا أربعة وأحيانا سنة.
• الرئيس: شركة تسير 11 باخرة، حصة أحد مساهميها في عام 2014 وصلت 200 مليون، وقلتم إنها تسدد للجمارك والضرائب ومع ذلك من دون محاسبة، هل لديكم ما يثبت أنكم سددتم؟ أنت كمدير مالي كيف كنت تضبط هذه الأعمال المحاسبية؟
• ولد بوبات: المحاسبة كانت في كومبيوتر في نواذيبو، يمكن أن تسألوا بلاهي بوزومة عنها.
• الرئيس: هل وثقتم بيعة القطع الأرضية لأحمد:
• ولد بوبات: نعم.
• الرئيس: متى؟
• ولد بوبات: 2014
• الرئيس: وثائق الملف تثبت أن هذا التوثيق تضمن بمبالغ زهيدة بعيدة جدا عن الملغ الذي اشتريت به.
• ولد بوبات: هذا طبيعي جدا، لا توجد بيعة الآن بالسعر الحقيقي، الناس تهربا من الضرائب تقوم بذلك، ثم إن الضرائب في حالة البيع يدفعها المشتري وهو من يسأل عن ذلك.
• الرئيس: هل لديك وثيقة تثبت البيع ب200 مليون غير هذا التوثيق ؟
• إجابة غير واضحة (تلكأ في الرد)
• الرئيس: نتجاوز، هل اتصل بك أحد بهذا الخصوص بعد وفاة أحمد؟
• ولد بوبات: بعد وفاته اتصل بي الرئيس السابق (محمد ولد عبد العزيز) وطلب مني مواصلة تسيير مملكاته، واستمريت في ذلك حتى أتتني المحكمة وصادرت مصنع التقشير في لكوارب والقطع الأرضية.
• الرئيس: وماذا عن بلاهي ولد بوزمة هل أخرجته من الشركة؟
• ولد بوبات: نعم، بلاهي أعطيته أيضا عقارات أخرى واحدة على شارع جمال عبد الناصر والأخرى على شارع الاتحادية، اشتريت إحداهما من عند صو دينة، والأخرى من عند محمدو لي.
• الرئيس: هل عندك شراكات أخرى مع بلاهي خارج I.P.R ؟
• ولد بوبات: نعم، عندنا شركة تسمى M.E.B وهي التي كانت تملك العقارات السابقة وتركتها له.
• الرئيس: نصل إلى تهمة المساهمة في التستر على الثراء غير المشروع.
القطع الأرضية في مدرسة الشرطة وثقت بيعتهم لأحمد ولد عبد العزيز بأقل من الثمن الذي اشتريتهم به؟
• ولد بوبات: هذا معروف وهو الذي يتم به البيع في عموم موريتانيا، ولم يعاقب عليه أحد.
• الرئيس: فصل لي هذا، لأي غرض تم ذلك؟
• ولد بوبات: لتخفيف الضرائب، والمشتري هو من يسدد وهو من يطلب ذلك عادة.
• الرئيس: قلتم إن القطعة الأرضية التي عليها عمارة المستشفى لكم؟
• ولد بوبات: نعم بعتها لسيد أحمد ولد عبد العزيز ولم يسدد لي المبلغ.
• الرئيس: ما دامت البيعة لم توثق ما هو الدليل أن التسديد لم يتم؟
• ولد بوبات: أنا عندي الوثائق الأصلية ولو سدد لي المبلغ لسلمته الوثائق.
• الرئيس: ماذا عن مصنع تقشير الأرز بروصو؟
• ولد بوبات: المصنع لأحمد رحمه الله هو والأرض التي بيني عليها يقع عند الكلم 19 على الطريق الرابط بين بوكي وروصو.
• الرئيس: ما هي مساحة الأرض ؟
• ولد بوبات: 200 هكتار
• الرئيس: منذ متى يمتلكها؟
• ولد بوبات: لا أعرف.
• الرئيس: ما هو مصدرها؟
• ولد بوبات: مصدرها خاله الذي كان يعمل مدير عبارة روصو، لا أذكر اسمه، وأحمد هو من كلفني بتسيير هذا المصنع ولما توفي طلب مني الرئيس مواصلة التسيير. ولم نشغله إلا شهرا وحدا ومن ثم صادرته الشرطة.
• الرئيس: هل عندك معلومات عن الشركة التي بنت المصنع؟
• ولد بوبات: لا، ليس عندي أي خبر، استلمته بعد التشييد ولم أسأل عن من بناه.
• الرئيس: هل أنتج المصنع خلال فترة تسييركم؟
• ولد بوبات: شغلناه مدة شهر فقط وأنتجنا 1.5 مليون أوقية، ونزلته للشرطة وبه 70 طنا من الأرز واستلم القضاء ذلك وباع الأرز بعد عام من الإيداع.
• الرئيس: هل توجد مصانع تشابهه في المنطقة؟
• ولد بوبات: هناك حوالي 40 مصنعا لم أجر بينها مقارنة، لكن حتما هناك ما يماثله وما يفوقه وما هو دونه، هو طاقته 10 وهناك مصانع ب20 وأخرى وصلت حديثا ب30.
• الرئيس: ما هي تكلفة المصنع؟
• ولد بوبات: سمعت مرة أحدهم يقول إن “دبوس” المصنع بمليون.
• الرئيس: هل استغلت الأرض؟
• ولد بوبات: استغلت مرتين، ومحصول الأخيرة منهما بعنا منه البعض وبقيت 70 طنا التي سلمت للشرطة.
• الرئيس: التهمة الأخيرة عرقلة سير العدالة.
• ولد بوبات: كيف أعرقل سير العدالة؟ أنا لا أملك شارعا ولا طريقا معبدا “ما عندي كدروه ولا شارع”.
• (ضحك الحضور وابتسم القاضي).
• الرئيس: سأتحدث لك بالحسانية، تناقض أقوالكم عند الشرطة وعند التحقيق ولدى النيابة حيث مرة تقولون إن الممتلكات لكم ويؤكد الشهود ذلك وتتراجعون عن موقفكم لاحقا ثم تؤكدونه من جديد؛ هذا ما تقصد عرقة سير العدالة.
• ولد بوبات: لا أعترف بشيء مما قالته الشرطة، الشرطة أهانتني، توقفني من الصباح حتى المساء بدون أكل ولا شرب ودون أن تسألني، لا أعترف بشيء مما قالته، أنا لست مشهورا بالكذب ولا بالاختلاس.
منذ 1972 أمارس التجارة ولم أمثل أمام محكمة قط ولم تقدم مني شكاوى، ما قالته الشرطة غير دقيق إطلاقا.