ركن المدونين : كتب مختار محمد في صفة موريتانيا

يروى، و العهدة على الراوي، عن الإداري الفرنسي كّابرييل فيرال أنه كان في جولة إدارية قرب مال بولاية لبراكنه بعد أشهر من نقله إداريا إلى ألاكّ، و كان ذلك في عز فصل الشتاء و شدة البرد و العواصف… و بينما كان رجال افيرال يحطون رحالهم عند الغروب، كان رجال موكب آخر ينزلون غير بعيد منهم.

باتت كل مجموعة في مكانها من دون تواصل بينهما، غير أن افيرال لاحظ قبل هبوط الظلام أن رجال المجموعة الأخرى يحيطون رجلا من بينهم بعناية فائقة ؛ و بدا له ذلك الرجل غير جدير بتلك العناية الخاصة. في أول وقت الصبح، انطلق رجال المجموعتين ، في ذلك البرد القارس، لجلب الجمال تحضيرا للرحيل. و فيما كان افيرال يتغطى في كساء، إذا بذلك الرجل الأسود فارع القامة يقترب منه و يسأله : هل أنت زعيم مجموعتك ؟ فيرد عليه افيرال أي نعم! فيقول له : الزعامة ( اشياخه الصّه ما تنكّال لكّعاد) ، أي الزعامة تتنافى مع الكسل و حب الراحة : تعال نحتطب و نشعل النار قبل عودة رجالنا! فيرد افيرال: و هل أنت زعيم وفدك ( أمجبورك )، فيرد عليه : نعم! فانطلقا في جمع عيدان الحطب ليكتشف افيرال أنه أمام أمير تكانت، عبد الرحمن ولد اسويدأحمد، الذي لم يكن قد إلتقى به قبل ذلك… ليدون افيرال ما أسماها : أول حكمة من الصحراء ( اشياخه ما معناها لكّعاد !) على لسان أمير تميز بالحضور في أصعب الظروف !

مقالات ذات صلة