ومضة …مجتمع في وجدان رجل واحد. ..!! /الشريف بونا

 

كانت الفاجعة كبيرة والمصاب جلل عندما نعى الناعي في وفاة المغفور له باذن الله حابه ولد محمد فال اليوم الجمعة افضل ايام الاسبوع واكثرهم
قدسية عند المسلمين، حيث خصه الله سبحانه وتعالى باجتماع الناس فيه لأداء صلاة الجمعة ففيه ينادي جل جلاله معشر المؤمنين تعظيما لهذا اليوم ( يأيها الذين ءامنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم ان كنتم تعملون ) ..

فالصلاة فيه أيضا على الحبيب صلى الله عليه وسلم  اعظم من الصلاة عليه في الايام الاخرى وان كانت عظيمة دون شك في كل وقت تؤدى فيه ..
لقد كان بحق لا يجافي الصواب من قال ان حابه ” مجتمع في وجدان رجل واحد ” وذلك من خلال احتضانه في كل مكان لضيوف المجتمع خاصة في مدينة روصو التي كانت في بداية السبعينات قبلة للشباب بغية ممارسة التجارة فيها او الذهاب منها الى الجار السينغال  بحثا عن الرزق وبيع المواشي ..
ففي تلك الحقبة لم يغب عن ذهن الرجل حاجة الوافدين اليها الى سكن يليق بمقامهم وتوفير ظروف ملائمة لضيافتهم فيه بدلا من التسكع في الشوارع او المقام في منازل الاخرين فأثث منزلا محترما واجر عمالا لخدمة الضيوف من مجتمعه …
وهنا اتذكر انني وصلت في بداية السبعينات الى مدينة روصو ولم اكن اعرف احدا فيها فسألت احد السكان عن منزل لأحد افراد “مجتمعي قبليا  ” فرافقني الى منزل وقال لي هذه دار لكل مجتمع العلويين اثثها حابه ولد محمد.فال ووضع فيها عمالا يوفرون الطعام للقادمين اليها ..
لقد وجدت فيها في تلك الليلة المرحوم الشاب الانيق اللبيب الوقور محمد الامين ولد انجيان وكان انذاك يتدرب ضابطا في المدرسة العسكرية بروصو ومعه صديقي اطال الله في عمره محمد الأمين ولد بلعمش فكانت تلك الليلة محغورة في ذاكرتي لاتنسى ابدا لما احاطاني به من كرم ضيافة وترحيب رغم تعب السفر أن ذاك بين كيهيدي وروصو مرورا ” بسيدي يوكل ”
للومضة بقية…

.

مقالات ذات صلة