تعزية في رحيل العلامة محمد المختار بن أباه …./
بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره علمنا ببالغ الحزن و الأسي رحيل
العلامة الفهامة ذو القدم الراسخة
في علوم الشرع و الإدب و اللغة و التاريخ و الترجمة …و غيرها من علوم العصر المغفور له بإذن الله
تعالي السيد محمد المختار ولد محمد فال المكني “الباه” ولد باب
و لد أحمد بيب.
و ينحدر الراحل من أسرة علوية
عالمة ورثت العلم كابرا عن كابر
و أمتد إشعاعها الثقافي إلي مناطق
عديدة من العالم العربي و الإسلامي.
و قد ظهرت علي الفقيد منذ صغره
علامات النبوغ و التميز حيث حفظ
القرآن الكريم مبكرًا و تفرغ لدراسة
المتون الفقهية و اللغوية المختلفة
و نال فيها أعلي المراتب.
و كانت حياته المهنية حافلة بالإنجازات و سجل العديد من المواقف علي الصعيد الوطني
والدولي التي تحسب له حيث عرف رحمه الله بشخصيته القوية و بإستقلاليته بالرأي.
ففي سنة1957شارك في أول حكومة موريتانية و تولي بعد ذلك
إدارة تكوين المعلمين عام 1967و إدارة المدرسة العليا للتعليم مابين
سنوات 1970-1978.كما أسس أول
جامعة خصوصية للعلوم الشرعية
و الإجتماعية للبلاد( جامعة شنقيط العصرية) عام 2006، التي تمثل في
الوقت الحاضر أهم وجهة لطلاب
العلم الشرعي في الغرب الإفريقي.
و إعترافا بمجهوده العلمي و المعرفي فقد كرمته الدولة الموريتانية مارس الماضي بوسام
كوماندوز في نظام الإستحقاق الوطني.
لقد عرفت الرجل عن قرب عندما
زرته في منزله في شهر إبريل من سنة 2012م لدعوته للإشراف معنا
علي الندوة التي نظمها فريق المنارة
بكلية الأداب حول إسهامات سيدي
عبدالله ولد الحاج إبراهيم في الحركة الفكرية في بلاد شنقيط خلال القرنين 12-13هجري.
و قد كان ودودًا بشوشًا و هو يناقشنا حول محاور الندوة بكل
وقار و إقتدار و قد ساهم رحمه الله
في إعطائها الزخم العلمي الذي تستحقه و لم يخفي إهتمامه بهذا
العلامة و بتراثه العلمي كما هو الحال بانسبة لأسلافه من قبله.
و يعتبر رحيله اليوم عنا خسارة كبيرة للأمتين العربية و الإسلامية
و لكل الشناقطة في مشارق الأرض
و مغاربها و للعلويين علي وجه الخصوص . و يبقي عزائنا الوحيد هو أن مدرسة القيم التي أسسها
محمد المختار ولد الباه و المبادىء
السامية التي كافح من أجلها هي
باقية في صدور الرجال.
و بهذه المناسبة الأليمة فإني أتوجه
أصالة عن نفسي و نيابة عن كل
فرد من الأسرة التي أنتمي إليها
” أسرة آل سيدي عبدالله “بكامل
العزاء لوالدنا أباه بن عبدالله أطال
الله في عمره و إلي أخوي الأعزاء
محمد سعيد و السيد أبناء الباه
و إلي كل أفراد العائلة المحترمة
و إلي أهلنا في النباغية و إلي كل
طلاب الفقيد و محبيه ، راجيًا من
الله العلي القدير أن يتغمده بواسع
مغفرته و أن يدخله جنة الفردوس
مع النبيين و الشهداء و الصالحين
و حسن ءولائك رفيقًا.
و إنا لله و إنا إليه راجعون.
و ما نجد في رثائه أحسن من قول
الشاعر أمحمد بن أحمد يوره:
تناوحت الدنيا لفقدان شيخها:.
كما ناحت الورقاء بأن هديلها
سقى الله تلك الروح أطيب مشرب:.
و طاب بأفياء الجنان مقيلها .
محمد الراضي بن صدفن