رئيس حزب تواصل : ممارسات السلطة تزيد من قلقنا بشأن الالتفاف على اتفاق الاتفاق مع الداخلية
قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، محمد محمود ولد سيدي، إن ممارسات السلطة تزيد من خوفهم وقلقهم بشأن الالتفاف على اتفاق الأحزاب السياسية مع وزارة الداخلية، المتعلق بتنظيم الانتخابات القادمة.
وأضاف ولد سيدي، في خطاب له في افتتاح مهرجان لإطلاق لجنة التحضير السياسي للإنتخابات، أمس الثلاثاء في نواكشوط، أن الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الأخير كانت تأمل أن يتم احترام الاتفاق المتعلق بالعملية الانتخابية، والالتزام ببنوده.
وهذا نص الخطاب:
“الحمد الله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفي، وبعد
السادة المدعوون الكرام
السادة أعضاء الهيئات الحزبية
المناضلون والمناضلات
السادة الاعلاميون
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
تدخل بلادنا قريبا في أجواء الاستحقاقات النيابية والمحلية، وهي فرصة يعبر فيها الشعب عن خياراته عبر صناديق الاقتراع، وهي بذلك تشكل آلية ضغط على مختلف الفاعلين تدفعهم إلى التحسين والتطوير من أدائهم ليكسبوا ثقة الناخبين.
ولا شك أن الممارسة الانتخابية في بلادنا تشكل -رغم كل النواقص- إحدى أهم آليات التدافع السياسي، وإحدى أهم ضمانات الاستقرار الذي تنعم به بلادنا في محيط مضطرب، بما توفره من مشروعية، وما تفرزه من هيئات تعد عناوين ديموقراطية وتنموية لا غنى عنها.
وفي هذا الإطار شكل المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” لجنة للتحضير السياسي للانتخابات تتركز مهمتها الأساسية في التحضير الجيد للانتخابات القادمة من خلال توظيف ومساندة الهيئات الحزبية المختلفة ذات العلاقة بالعملية الانتخابية، وتوفير الدعم السياسي لها، وهي تعمل منذ بعض الوقت وفق الخطة المرسومة لها، ويأتي هذا اللقاء ضمن الفعاليات التحسيسية التي برمجتها في إطار التحضير المبكر للانتخابات.
وتعلمون جميعا أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية لم يزل يعتمد سياسة انفتاح على كافة أطراف الطيف السياسي في البلد، وخصوصا المعارض منها، ولا شك أن هذا الاستعداد للتنسيق والتشاور يصبح أكثر إلحاحا في المناسبات الانتخابية، وقد تعود الحزب على مد اليد للجميع للتعاون في كل ما من شأنه تعزيز الديموقراطية، وانتزاع الحقوق، وصيانة المكتسبات.
الحضور الكريم
لقد وقعت الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الأخير اتفاقا مع وزارة الداخلية واللامركزية يتعلق بالعملية الانتخابية، وكنا نأمل أن يتم احترام هذا الاتفاق والالتزام ببنوده، ولكن ممارسات السلطات تزيد من قلقنا وخوفنا من الالتفاف عليه، وقد شكلت الأخبار التي وصلتنا فيما يتعلق بمحاولة البعض فرض منطق الصوت الواحد ردة عن روح الاتفاق وانقلابا على مضامينه.
لقد ظل حزبنا دائما يدعو وههو اليوم يؤكد الدعوة من جديد لكافة القوى السياسية المتطلعة للتغيير للوقوف صفا واحد في مواجهة النظام وسياساته لتعطيل نزاهة الانتخابات و التي تريد العودة بالبلاد إلى ممارسات بائدة كنا نظن أن البلاد تجاوزتها منذ بعض الوقت، عبر السعي الحثيث إلى إقامة تحالف مشبوه بين منظومة الإدارة الإقليمية والمنظومات القبلية المحلية برعاية من أجهزة الدولة المركزية، وفي غياب واضح لدور فاعل للجنة المستقلة للانتخابات في مواجهة استخدام قوة وهيبة وأموال الدولة ورجال أعمالها لتشويه العملية الديموقراطية والإخلال بموازين العملية الانتخابية وتعريض شفافية الانتخابات ونزاهتها للخطر.
إن على القوى المعارضة وكل الغيورين على المسار الديموقراطي في البلد الوقوف بحزم لحماية حق المواطن في الاختيار الحر البعيد عن كل أشكال الضغوط المادية والمعنوية، والتعاون على كل ما من شأنه أن يحمي العملية الانتخابية من السطو بهيبة الدولة وأجهزتها وإغرائها وتهديدها، ويوفر الأجواء الصحية لتنافس شريف نزيه وشفاف، يسمح بانتخاب برلمان على مستوى طموحنا لموريتانيا وباختيار قيادات محلية قادرة على النهوض بدوائرها وخلق تنمية محلية منسجمة تحسن من مستويات الخدمات المقدمة لمواطنينا
الحضور الكريم
في الختام اسمحوا لي أن انتهز هذه الفرصة لأنوه بالتقدم الجيد لأعمل اللجان المكلفة بالتحضير للمؤتمر الرابع للحزب والتي استطاعت تحقيق نتائج نسب انتساب تفوق التوقعات، وشكلت آلية للتواصل مع قواعد الحزب على امتداد التراب الوطني ستعين بإذن الله تعالى في رفع كفاءة الاستعداد للاستحقاقات القادمة، وهي الآن بصدد التحضير التنظيمي واللوجستي والإعلامي لانطلاق المؤتمر وهو ما يستدعي من كافة مناضلي الحزب الانخراط بجدية وحماس في الجهود المبذولة والفعاليات المنظمة لإنجاح المؤتمر.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل