وتر حساس../ كيف يدان خصم وهو الحكم؟
وتر حساس ..كيف يدان خصم هو الحكم؟
ينفرد الموريتانيون، وهم في موقع القوة، بالقدرة الفائقة على الدفاع عن الباطل، بأوجه لا تعرف الخجل وألسن أحد من سيوف الهند تقلب الأبيض أسودا والشك يقينا، وتغير مجاري المياه الصافية إلى صحاري النفي والبطلان.
ولما كان موقع القوة في الماضي تصنعه جبروت السلاح الغاشم والحرف المدجن، فإنها أصبحت بمقتضاهما وفي ظل الدولة الحديثة أشد حضورا بلبوسها. وهو الأمر الخطير الذي ظل وما زال يقوض مجهود بناء هذه الدولة التي أخرجها المستعمر من رحم اللادولة ذات ملامح “السيبة” إلا فضاء المركزية والنظام واعتبار الموطن غاية وهدفا ووسيلة.
توالت الأحكام مدنية وعسكرية واستمر منهج “السيبة” حاكما يحرسه سيف الظلم البتار ويظله نص الدين الملوي العنق من وُجهة الصفاء والحق إلى مَهاوي الحيف والنفاق.
وهي بهذا “الحصانة” المطلقة التي اكتسبها كل ناهب لخيرات البلد، مبدد لها لا يخاف بخسا و لا رهقا، لا تهزه زوابع الكلام عن ذلك محتميا منها في خيم الألقاب “التمجيدية” الفاحشة كـ”افكراش، أليوط، ماه منفوش”، وبترسانة القبلية والجهة و تيارات النفاق والتملق.
ومهمها كثرت الأدلة الدامغة والحجج الساطعة والبراهين القاطعة التي تدينه ويعلمها كلها، فلا سيبل إلى تفعيلها في ظل قوة الظرف الذي يحميه لما له من قدرة على ذلك وإسكات كل صوت يتهمه ويدينه، وإذ كيف يدان من هو الخصم على استحياء والحكم من موقع القوة؟
الولي سيدي هيبه