رأي ../ قولا سديدا../ بقلم : محمد الشيخ سيد محمد استاذ وكاتب صحفي
نواكشوط 20يوليو 2019 (. الهدهد. م .ص)
((يا معاذ ( بن جبل) اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ)). رواهُ التِّرْمذيُّ
((ياحصين (بن عبيد الخزاعي) أما انك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعك الله بهما، قل : اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي.)) جامع الترمذي:ج5ص519ر3483)
((يا حكيم(ابن حزام) ، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى)) رواه البخاري ومسلم
((يا حنظلة(بن الربيع الأسدي) والذي نفسي بيده ، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ، ولكن يا حنظلة ! ساعة وساعة ” ثلاث مرات “)). رواه مسلم
وعنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : (( كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) رواه الترمذي
كل نداء من هذه النداءات ألف فيه علماء الأمة كتبا في علم السلوك ، و(خلق أفعال العباد)، و(إحياء علوم الدين) ، و(فقه المقاصد والمعاملات).
لكنني أوردتهم ونحن على أبواب حدثين مهمين أولهما: موسم تلبية نداء الحج هذا العام ، والثاني بناء مأمورية التداول السلمي للسلطة وبناء صرح العدل بين الناس في عهد هذه المأمورية .
ومن أول قواعد العدل : القول السديد: قال تعالى : (( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ))
يا أيها الداعي السياسي والحقوقي والتربوي والصادع بالنفير و المتطلع إلى التغيير أيا تكن دعواتكم وأحزابكم، خطاب النبي صلى عليه وسلم يعمكم، و وواجب الوقت هو التسليم بقوله السديد.
لا حرب بعد اليوم بين الإخوة والأخلاء، ولا وقت يهدر في الصراع بين الأشقاء أو مع الأصدقاء، وليس هناك حوار بل شراكة في الحلو والخضرة.
هذا عهد لزوم كلمة التقوى، و تجذير الحسنة الماحية، وملتزم الخلق الحسن.
عهد الرشاد، والاستعاذة من جميع شياطين الإنس والجن (شياطين فرق تسد).
كل واحد منكم يمكن أن يضع لبنة في هذه الأركان ، وكل صادق منكم يمكن أن يقدم فكرة في هذا الميدان، و كل مجتهد مصيب مدعو إلى أن يحقق حلمه الذي ناضل من أجله لعقود، مستعينا بالله، ومتوكلا عليه وحده، وكل مؤمن من أمة الشناقطة يمكن أن يجدد النداء الأول:
“اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي”
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73))) سورة الأحزاب صدق الله العظيم )