جميل ما كاتبه على صفحته : الاستاذ هارونا سيسى

 

لا ادري…

ربما هنالك من يدري ومن الممكن ان ينير الطريق…
وربما لايدري من انا…
انا “بيظاني” الهوى و اللسان .. “حرطاني” المنبع و التربية…
“معلم” الصنعة والحرفة … “ايكيو” الحنجرة والأذن …”كوري” الاسم و التسمية…
اذا من انا ؟ انا موريتاني تجزأ و انقسم بين اطيافها، لاستمد منها القوة اللتي جعلتني شامخا كالصخر العتي على كل ريح خراب كانت و لا زالت تنهش جسد و طني الحبيب.
عرفتني بين احبة لا ادري من اي البقاع جاد الله علي بهم، منهم الابيض و الاسود و الاصفر و الاسمر و ما دون ذالك، لا افرق بين احد منهم، و قاسمنا المشترك كان و مازال حبنا لبعضنا دون قيد او شرط.
لست من اللذين تستهويهم الكتابة او نشر المقاطع من اجل جمع اللايكات او اكتساب العدد الاكبر من المتابعين، لكن الظروف اودت بحتمية المشاركة مادام الخسار مشتركا …
لاادري لماذا انا هنا، و لم اعيش على هذه الارض اللتي هي منبع السعادة بالنسبة لي…
اخوتي، اخواني اخواتي و خلاني، ارجوكم أبينكم من نور الله قلبه ليفيد و يستفيد…
لا اجدني ابدا انتمي الى عرق…ولا تتجاذبني الاطياف السياسية و لا القبلية و لا الجهة…اكثر ما يجتذبني هو هذه البقعة من الارض، اللتي عشت عليها ايامي ونسجت عليها بريق احلامي…احلامي اللتي لا تكتمل الا بوجود الاحبة.
اخوتي هذا الوطن يسعنا جميعا بالتآخي و التآزر ما لم ينزغ الشيطان بيننا…
لا انا اتقن تلك الكلمات الرنانة ولا تلك اللغة الجزلة اللتي تجتذب الذوق و تخاطب الوجدان ولا ذلك التضمين…ولا فن الخطابة اللذي يسبي القلب ويغيبه نديما للباطل…
لست هنا لأذكرك و انت تقرأ ما هو مكتوب ” ان اكرمنا عند الله اتقانا” و لا اننا كلنا من آدم و آدم من تراب…ولا اننا خلقنا شعوبا و قبائل لنتعارف، لانك و لانني نعرف كلانا انك تعرف كل هذا مسبقا…
لكن هل تؤمن به؟ هل اؤمن به ؟ هذا هو السؤال المهم، ولكن السؤال الأهم من له مصلحة في المناوشات العرقية اللتي ملأت الساحة؟ وأبعدتنا جميعا عن ماهو اهم من اجل المضي قدما لبناء وطن يكون فيه من الرقي ما يشغلنا عن فتنة وقودها انا و انت ز المستفيد من اشعلها دون اذن من احدنا.
…عزيزي اليس لديك عقل لتستنتج وتستخلص العبر و تستفيد من مطبات التاريخ اللتي كانت السبب في سقوط دول و مجتمعات…؟؟ …بل اراني ملزما بالدفاع عن حقوق انا من تبنيتها و اتخذتها سبيلا و مرجعا…
ليست العنصرية هي اخطر الامراض الى حد ما كما اوهموك،
كلنا يحتفظ ببعضها في داخله، كلنا عنصري اذا اخذناه من منظور بسيط فعن نفسي اجدني عنصري اتعصب للاسلام قلبا و قالبا
…ويبقى موضع الذم…هو الاستعلاء في الارض، و تكبر الانسان على اخيه الانسان، عطفا على لونه او جنسه او عرقه.

مقالات ذات صلة