سلطات نواكشوط الغربية تعمل في خططها على تقريب الخدمة العمومية من المواطن

انواكشوط,  26/04/2022

شكل الخطاب التاريخي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الـ24 من شهر مارس الماضي توجها جديا جديدا للاهتمام بالمواطن وتقريب الخدمات الإدارية منه، بعد حديث فخامته عن مجموعة من الاختلالات في بعض تعاملات الإدارة مع المواطنين.

وقد قامت الحكومة، انطلاقا من الحرص على تنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية وبعد تحديد مستوى التقصير المعاش في العديد من القطاعات الحكومية خاصة الخدمية منها، بعقد سلسلة لقاءات مع الولاة لبحث أنجع السبل الكفيلة بتحسين أدائهم والاطلاع الدائم عن كثب، على أحوال المواطنين وجعل حل مشاكلهم وتسهيل معاملاتهم، أولوية الأولويات، ومتابعة ومراقبة سير مختلف المرافق العمومية، من صحة وتعليم.. واتخاذ ما يلزم من أجل انتظام سير تلك المرافق وحسن أدائها.

وفي هذا السياق، أجرت الوكالة الموريتانية للأنباء لقاء مع والي نواكشوط الغربية السيد عبد الرحمن ولد الحسن وعمدتي بلديتي تفرغ زينة ولكصر للوقوف على الإجراءات العملية والميدانية حيث أوضح الوالي أن خطاب رئيس الجمهورية الأخير، اعتمد سياسة التعامل المباشر مع المواطنين والقرب منه والاستماع إليه ومعرفة مشاكله وحلها في الوقت المناسب عن طريق تحسين أداء الإدارة واسترجاع الثقة بين المواطن والإدارة.

وبين أنه في إطار تنفيذ التعليمات الصادرة في تعميم معالي وزير الداخلية واللامركزية، تم اتخاذ جملة من الإجراءات الخاصة لإعادة الثقة بين الإدارة والمواطن على مستوى المصالح الإدارية والجهوية، فضلا عن تشكيل آلية متابعة ميدانية دائمة وبشكل يومي لتنفيذ هذه السياسة الجديدة الخاصة بتقريب الإدارة من المواطن، مشيرا إلى أن هذه الآلية ستمكن من المراقبة اليومية لعمل المصالح الجهوية ومدى تنفيذها للتوجيهات الجديدة.

وأضاف أنه سيتم الإعلان عن نظام خاص يشمل جميع الإدارات التابعة للولاية، ويضبط العمل بما فيه متابعة البريد الوارد والصادر من وإلى الولاية من خلال آلية جديدة.

وأشار إلى أنه شخصيا يتلقى تقارير يومية حول ما تقوم به السلطات بخصوص تنفيذ هذه السياسة الجديدة والتي تشمل متابعة حوانيت التموين للتأكد من الكميات المباعة وحجم المخزون المتبقي في كل حانوت والمتابعة اليومية لخدمات المياه والكهرباء وسير المراكز الصحية بالولاية.

وقال الوالي إنه في إطار تنفيذ وتجسيد هذه التعليمات، يتم تنظيم اجتماعات دورية مع السلطات الإدارية ورؤساء المصالح الجهوية والأمنية والفنية والمنتخبين لشرح أبعاد ومضامين خطاب رئيس الجمهورية.

وأوضح أنه ثمة مكاتب استقبال للمترددين على الولاية ومقار المقاطعات حيث يتم التعرف على مشاكل هؤلاء المواطنين وتوجيههم وبشكل محترم إلى الجهة المعنية بمشاكلهم لتجد الحلول المناسبة.

وقال السيد الوالي إنه حث حكام المقاطعات للالتزام بكل الجوانب المتعلقة بهذه التعليمات خاصة منها ما يتعلق بالحاجات اليومية الملحة للسكان، مثل الأعطاب التي قد تحصل في أنابيب المياه والانقطاع المتكرر للكهرباء والنظافة.

وأشار الوالي إلى أنه أصدر التعليمات للجهات الأمنية بالولاية من أجل مضاعفة الجهود لإشعار المواطن بالطمأنينة والراحة.

وبدوره أوضح السيد الطالب عبد الرحمن المحجوب، عمدة بلدية تفرغ زين، أنه بناء على تنفيذ ما تضمنه خطاب فخامة رئيس الجمهورية، فقد تمت دعوة المجلس البلدي للاجتماع وتدارس مضامين الخطاب وأبعاده، وتم إثر ذلك اعتماد جملة من الإجراءات من بينها إنشاء مكتب خاص لاستقبال المواطنين لتوجيههم نحو المصالح التي يقصدونها داخل البلدية وتكليف مستشارين بلديين بالرقابة والمتابعة وإبلاغ العمدة بأي تقصير يحصل.

وأضاف أنه تم اعتماد سياسة الباب المفتوح وإصدار التعليمات لجميع مصالح البلدية بفتح أبواب المكاتب بشكل دائم أمام المواطنين والتعامل معهم بأسلوب مهذب وأخلاقي، كما وضع تحت تصرفهم جهاز لتصوير الأوراق المدنية.

وقال إنه يقوم شخصيا كل يوم بالوقوف على سير العمل في مكتب استقبال المواطنين قبل أن يذهب إلى مكتبه، مشيرا إلى أن المجلس البلدي لديه خطة تنموية تهتم بخدمة المواطن وتتدخل البلدية من خلال هذه الخطة في العديد من المجالات التي تخدم المواطن بشكل مباشر وفي كل المستويات، كالتعليم حيث وضعت البلدية برنامجا لدعم المدرسة الجمهورية يصب كله في خدمة المواطن و يشمل عدة مكونات أساسية.

وأوضح أن البلدية بالتنسيق المباشر مع رابطة آ باء التلاميذ تدرس أنجع الطرق لدعم التلاميذ وتشجيعهم، كما تم إقرار زي موحد لجميع مدارس البلدية وتوفير الكتب والأدوات المدرسية وتوفير وجبات مدرسية سريعة مع تقديم وجبة فطور للتلاميذ أثناء الأمتحانات الموسمية، هذا إلى جانب تقديم مساعدة مادية للطواقم التربوية بشكل دائم تشجيعا لهم.

وقال إنه في المجال الصحي فإن البلدية قامت بحصر المصابين بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وفي مجال تصفية الكلي، مبرزا أنه يتم تزفير الأدوية لهم بشكل مجاني عن طريق صيدلية تعاقدت البلدية معها لهذا الغرض.

وأضاف أن البلدية قامت بمواكبة كافة الأنشطة التحسيسية طيلة مراحل وباء كوفيد-19 وتقديم المساعد ات عبر تقديم السلات الغذائية والمبالغ المالية ومواكبة حملات تلقيح الأطفال ضدمرض الشلل، هذا الى جانب بناء مجمع متخصص للاستشارة الطبية لأمراض النساء.

وأبرز أنه بهدف تقريب الإدارة من المواطن، عملت البلدية على مواكبة السلطات العليا في جهودها ضد وباء كوفيد-19 وشمل تدخلها حملات التحسيس الدائمة وتقديم السلات الغذائية وتوزيع المبالغ المالية على العديد من الأسر.

وقال العمدة إنه على المستوى الاجتماعي، وضعت البلدية قاعدة بيانات لكافة الأفراد ذوي الإعاقة وكذلك جميع الأسر الضعيفة التي تقوم بحراسة المنازل على مستوى بلدية تفرغ زينة وجميع المساجد.

وأضاف أنه تعزيزا لقرب الخدمات من المواطن وفى إطار التنظيم الحضري، قامت البلدية بتنظيم الأسواق بشفافية وإنصاف، مما عزز الارتباط بين البلدية والسكان وساهم في تحسين واجهة العاصمة.

وقال إنه تم كذلك تنظيم حملة واسعة للتشجير ووضع العديد من إشارات الإنارة الضوئية في الشوارع خاصة منها تلك التي تحتاج لذلك، كما قامت البلدية بتبليط عددمن الشوارع بالحجارة وتحديد شوارع خاصة بالمارة وتشييد ساحتين عموميتين كمنتزهات خاصة لصالح المواطن بالتعاون مع المكتب الدولي للشغل ووزارة الإسكان.

من جهته عبر عمدة لكصر السيد محمد السالك عمار عن ارتياحه الكبير لخطاب رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني، الذي قال إنه جاء ليؤكد محورية المواطن في توجهات رئيس الجمهورية.

وأضاف أنه شخصيا اعتمد في تسييره لهذا المرفق المهم عند أول وهلة، سياسة التعاطي المباشر مع المواطن وفتح أبواب البلدية أمام الجمييع.

وقال إنه دعا المجلس البلدي للإجتماع لتدارس مضامين الخطاب وأبعاده حيث تم وضع خطة جديدة تأخذ بعين الإعتبار اعتماد الأخلاق أساسا في التعامل اليومي مع المواطن، مشيرا إلى أنه تم تكليف إحدى المصالح بمهمة استقبال المواطن ومعرفة مشاكله وتوجيهه نحو الجهات المعنية في البلدية لحل مشاكله سواء كانت توقيع وثائق الحالة المدنية أم مهمة أخرى.

وأضاف أنه كلف مستشارا بلديا بمتابعة الخدمات المقدمة للمواطن ونوعيتها وإبلاغه بأي تقصير يحصل من أي نوع.

وأكد العمدة أنه أعطى تعليماته لمكتبه الذى يضم العمد المساعدين خلال اجتماع ترأسه بمقر البلدية، بأنه من الآن فصاعدا على كل واحد أن يلتزم في مكتبه طيلة وقت الدوام وأن يترك بابه مفتوحا لاستقبال المواطنين ولمراقبة المعاملة مع المواطن، “فالأمر بالنسبة لنا جدي ومهم”.

وهكذا يتضح من هذه المقابلات، أن السلطات الإدارية والبلدية في ولاية نواكشوط الغربية قد شمرت عن ساعد الجد واستنفرت طواقمها من أجل أن يشعر المواطن بتحسن حقيقي للخدمة العمومية التي هو وحده مبرر وجودها.

* تقرير: إسلمو سيدي محمود* 

 

مقالات ذات صلة