معرض لأول مرة لترويج الصناعة التقليدية في شهر رمضان
اشتهرت موريتانيا لعقود بصناعاتها الحرفية التقليدية المتنوعة، لكن منذ سنوات بدأت تعاني هذه الصناعات إهمالا، ما جعل الكثير منها مهدد بالاندثار، مع تدفق المنتجات الصينية، وابتعاد الشباب عن ممارسة الحرف.
خلال السنوات الأخيرة، هجر الشباب الموريتاني المهن الحرفية التقليدية إلى مهن أخرى، ما زاد المخاوف من أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد اختفاءً تاما لتلك المهن، لعدم وجود من يشتغل بها.
لتلافي هذا الوضع، افتتحت السلطات الموريتانية يوم 7 أبريل الجاري، معرضا في وسط العاصمة نواكشوط يستمر طيلة شهر رمضان.
يهدف المعرض إلى تشجيع العاملين في قطاع الصناعة التقليدية، وإبراز قدراتهم وتثمين دورهم والتعريف بمنتوجاتهم.
ويتدفق الموريتانيون على المعرض مساء، من أجل اقتناء منتجات حرفية والتعرف على مختلف أنواع المنتوجات التقليدية.
يضم المعرض نماذج من الصناعات الحرفية التقليدية من خيام تراثية وأواني وملابس ومطرزات، إضافة إلى السجاد والحصير والفخار، ومستلزمات ركوب الجمال والخيل، مثل السروج، فضلا عن الغزل والنسيج والحلي التقليدية، من قلائد وخرز، وحتى تجهيزات المكاتب.
وقال منسق «البرنامج الوطني لترقية الصناعة التقليدية» في وزارة التجارة والصناعة التقليدية والسياحية، محمد ولد لعبيد لحمر، إن المعرض يدخل ضمن جهود الحكومة الرامية إلى جعل الصناعة الحرفية رافدا من روافد الاقتصاد الوطني.
ولفت المسؤول الحكومي، إلى أن المعرض يوفر فضاء لتسويق منتجات الصناعة الحرفية طيلة شهر رمضان المبارك، كما سيساهم بشكل كبير في الترويج لهذه الصناعة المهددة بشالاندثار.
وأضاف ولد لعبيد لحمر: «تنظيم هذ المعرض يدخل في إطار الاهتمام بالصناعة التقليدية، وإنصاف ممتهني هذه الحرفة وتثمين مقدراتهم الفكرية والمهنية، وهي فرصة كذلك للتعريف بصناعتنا الحرفية التقليدية وخلق فضاء للتسويق وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال».
وأشار إلى أن الصناعة الحرفية التقليدية، باتت تحتل اهتماما كبيرا في أولويات برنامج الحكومة «بوصفها رمزا حضاريا وتراثا يحمي ويصون هوية البلد». يحذر القائمون على الصناعة الحرفية في موريتانيا، من حين لآخر من أن الصناعة الحرفية في البلد باتت مهددة بالاندثار، إذا لم ترصد السلطات تمويلات كبيرة لحمايتها.
هذا التهديد يأتي، في ظل المنافسة الصينية، إذ يلجأ كثير من التجار الموريتانيين إلى الصين لجلب منتجات مُقلدة لمنتجات حرفية موريتانية، وبأسعار منخفضة للغاية.
ويقول القائمون على هذه الحرف إنهم يبذلون جهدا ووقتا كبيرين لتوفير بضاعة متقنة، ثم بعد أسبوع تنتشر البضاعة نفسها، لكنها مزورة، في السوق بعد أن يجلبها تجار من الخارج خصوصا الصين. ويأمل القائمون على الصناعة الحرفية في موريتانيا، أن تكافح السلطات تزوير منتجاتهم، واستثمار أموال كبيرة في قطاعهم.
وأكدوا أن من شأن ذلك، أن يعود بفوائد كثيرة ومتنوعة، أولها حماية التراث الثقافي وصيانة الهوية الوطنية للأجيال القادمة، وتعزيز سوق السياحة، ولاسيما الثقافية منها، إضافة إلى المساهمة في محاربة الفقر.