نحو قراءة هادئة في تصريحات الرئيس … / الخليل النحوي

– أكد النائب البرلماني الخليل النحوي أن “من حقنا جميعا أن ننتظر من الرئيس الذي انتخبناه، والذي كشف عن وعي عميق بالواقع المر، مزيدا من العمل الجاد لمعالجة هذا الواقع والحد من مفارقاته الموجعة”.

وأضاف النائب البرلماني في مقال له تحت عنوان: “نحو قراءة هادئة في تصريحات الرئيس…” أن من حقنا أن ننتظر “مزيدا من العمل من أجل تقليص الفوارق، وتحسين توزيع الثروة، مزيدا من حسن التدبير للموارد المتاحة، ومزيدا من حسن التسيير ومكافحة الغلول، ومزيدا من الإصغاء للناصحين الأمناء ومشاورة أهل الذكر، ومزيدا من البحث عن الأعوان من الأقوياء الأمناء {إن خير من استأجرت القوي الأمين}”.

وأكد الخليل النحو أنه “بالمقابل، يكون من حق الرئيس علينا ألا نقول له حين يكاشفنا ويصارحنا بالحق المر مقالة الأعرابي للأخفش: “إنكم تتكلمون بكلامنا عن كلامنا بكلام ليس من كلامنا”.

كما أنه من حقه علينا – يضيف النحوي – أن نؤازره حق المؤازرة في كل سعي صالح، وألا نقول له {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} أو نقول له: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}.

ورأى النائب البرلماني أن الحديث عن فقر الشعب الموريتاني ليس كل الحقيقة، لكنه بالتأكيد جزء أساسي من الحقيقة… جزء لا يناكف فيه أحد. وحين يتحدث الرئيس عن هذا الجزء من الحقيقة، بقدر من التركيز، فإنه يكشف عن وعي ضروري بواقع مر لا يمكن تغييره بتجاهله، أو التعتيم عليه.

وأردف أن الحديث بتلك الدرجة من التركيز وتنويع الأمثلة ينم عن ألم مُمِضٍّ، سبق للرئيس الغزواني أن عبر عنه غير ما مرة بشكواه من وقوع فئات واسعة من الشعب تحت وطأة الغبن والتهميش والإقصاء، كما عبر عنه برفع عقيرته ضد عقليات الاستعلاء، وبتدابير، قد لا تكون كافية، لكنها خطوات على طريق تغيير الواقع.

واعتبر النائب البرلماني أن مما ينعش الأمل ألا تحجب الرئيسَ جدرانُ القصر الرمادي عن ذلك الإحساس، فكثيرا ما يقع القادة ضحايا المطرين من المداحين، فيحسبوا أنهم أنجزوا كل شيء، وأن ليس في الإمكان أبدع مما كان. وكثيرا ما ينسى القادة أوضاع شعبهم، لتطل سيدة منعمة من خلف أسوار القصر فتتساءل وهي ترى الناس يشكون من الجوع والفقر: لماذا لا يأكلون الكعك؟ كما فعلت ذات يوم ماري إنطوانيت زوج الملك الفرنسي لويس السادس عشر.

وقال النحوي إنه يعتقد أن شعور الرئيس بالألم من أوضاع الشعب هو شعور يبعث على الطمأنينة أكثر مما يبعث على القلق، ذلك أنه يفتح أبواب أمل عريضة، فالإحساس بالألم يحمل ضرورةً على البحث الجاد عن العلاج، والأمل يحمل على العمل. وحده الإنسان المخدر لا يشعر ..

مقالات ذات صلة