ومضة…/ إن السلامة من سلمى…!!
حديث المكاتب والصالونات والأسواق والشوارع وحتى في سيارات الأجرة مقتصر على سؤال واحد : من تم استدعاؤهم لدى شرطة الجارئم الاقتصادية؟
ويتفق الجميع في الجواب على أن الأجهزة الثلاثة التي تتحمل مسؤوليات مباشرة وغير مباشرة في محاربة الفساد المتمثل في ابتزاز ونهب المال العام بالطرق الملتوية تستدعي هذه الأيام شخصيات سبق وأن اكتشفت المفتشية تجاوزات في تسييرهم بعد التمحيص والتدقيق واحالتهم إلى شرطة الجرائم الاقتصادية .
لكن يبقى أن نطرح سؤالا آخر لماذا أثارت الهيئات الثلاث”مفتشية الدولة التي هي صاحبة الاختصاص وذراعاها -شرطة الجرائم الافتصادية -والقضاء- هذا الموضوع في الوقت الذي نحن فيه على مرمى حجر من رحيل النظام السابق، وقدوم النظام الجديد ؟.
لاشك أن النظام وكما قال الناطق الرسمي باسم الحكومة في آخر نقطة صحفية وضع في أولوياته محاربة الفساد الذي ما أن يكبح جماحه في إدارة أو مؤسسة الا ويظهر بدرجة اخطر في مؤسسة أو إدارة أخرى مما سبب افلاس مؤسسات عملاقة وأصبحت اليوم في خبر كان.. وشركة سونمكس دليل حي على ذلك..
لكن الأدهى من هذا والأمر أن يجرد النظام الفاعل من وظائفه على خلفية الفساد أو يسجن بسببه، وبعد فترة وجيزة يتم تعييه من جديد وكثيرا ما تختار له وظيفة احسن من وظيفته الأولى أليس في ذلك تشجيع للمفسدين على التمادي في الفساد؟..
ومهما يكن فإن احسن طريق لإجتناب نهب المال العام لمن يخشى عواقبه في الآخرة بعد أن أمنها في الدنيا تطبيق بيت الشاعر:
إن السلامة من سلمى وجارتها
أن لا تمر بواد حول واديها