شعبنا لن يحيد عن التمسك بثوابته …/ بقلم : خديجة بنت ابراهيم

الاحد  23  يناير  2022 ( الهدهد. م.ص)

عندما تكون المواقف حكيمة وصارمة تكون هكذا النتيجة هذه الوثيقة الاعتذارية هي ترجمة فورية للموقف السياسي الدبلوماسي العقلاني الذي ابداه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إزاء ماحدث لمواطنيه السبعة الذين قضوا ضحية العنهجية والتطرف الممنهج.

فعندما تكون الأحداث على هذا المنوال وخارج ارادتنا فلابد من التريث والاستقصاء لمعرفة ما حصل بالضبط ,فلا أكثر من لجنة للتقصي تترأسها شخصيات قيادية أمنية سامية قطعت على نفسها عهدا و سخرت جهدها وطاقتها لحماية هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته التي انتزعها يوما دون مساومة ولاشروط بدمائه وعرضه وماله ليرسي دعائم بلد لم يكن ليكون لولا الهمة والإرادة والتضحية المستميتة الممزوجة بقساوة الصحراء وجلادة وقوة شكيمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في سبيل بقاء وكينونة شعب أراد أن يكون.
احدى وستون عاما انقضت على أمة وجدت وتواجدت على مساحة أكثر من مليون كيلومتر متر مربع وعمرت وأسست وحدها دون شريك لتفتح آفاقا لعلاقات لم تعتبرها سنة ولا فريضة ولم تكن لها غاية او هدفا من شدة بأسها, وتعنتها ,و كبرياءها فالكل يخطب ودها ويبحث عن وسيلة للحصول على رضاها وارضاءها.

أمة حفظت كتاب الله وعملت به وجابت الأقطار جميعها لنشر كلمة التوحيد وخصت نفسها بما ولدت عليه بالفطرة لا بالعادة كما هو معهود لدى البعض فتركت بصمتها في كل بقعة وصلتها على ظهور العيس ,بدءا من بلاد افرقية والسودان ومصر والجزيرة العربية وحتي ازمير جنوب تركية .
أمة بسطت نفوذها وسيطرتها على كامل ترابها من شرقها لجنوبها إلى شمالها وغربها  غير ابهة بالموت و لم يرتد اليها طرف الا بعد أن أصبحت, فلا تسأل عن ما تحمله بين ثنايا غضبها حين يتعلق الامر بكرامتها ومجدها ,فماءها عكر يعكس مزاجيتها فمن اراده صافيا استعصى عليه ذالك ولاجدوى من الاصطياد في الماء العكر .
أمة ماضيها كحاضرها وتاريخها كالشمس وضحاها ,فقد تركت وسطرت على صفحات التاريخ عنوانا ثابتا لن يكون ولا ينبغي لأحد من بعدها .

أمة لم تترك علامة استفهام قط وراءها لأنها في كل مرة يكون دليلها اقوى وأسرع من فرط تفكيرهم ,قائم بذاته لا يقبل تحليلا ولاتعريفا ولا حتى تفسيرا .
بلد جيوستراتجي وعصب حياة المنطقة برمتها وهمزة وصل قديمة جديدة بين الشمال والجنوب, فماذا تتوقع من مصاعب وتحديات ستواجهه, بالأمس وضعنا الحجر الأساس لبناء جسر التواصل مع دول الجنوب واليوم اتفاقية جديدة بدأت من الشمال فما بالك بما قد يحصل من مناوشات ومراهنات وتحرشات لن تفضي لأصحابها بشئ سوى الحسرة والوجع واصعب ما استعصى على الطب علاجه الشك والغيرة فلا علاج لهما أبدا غير العمل على توحيد الصف ,والجاهزية الدائمة وتوقع مالم يكن في الحسبان لتفادي ضربات المجروح الضرير الذي لم يبقى لديه مايمتلك سوى محاولة واهية وهنة لتشتيت انتباه قوم لم يعرفوا يوما لغة اروع من لغة الخيال التي تعودوا من خلالها على استحضار الصور البلاغية وبديع الكلام وفصيحه وقوة التعبير ,وحدة ألنظر والتفكير فأين بربك قلة التركيز من ذلك.
بالأمس رفضنا اقتراحا” ايكواس ” كان يريد منا الدعم لمحاصرة وتجويع هؤلاء…

اليوم نحصد ثمار الجحود فسلاما قولا من رب رحيم ولتسلم بلادنا وشعبنا من كل مكروه ,وكفانا قوة وإيمانا اننا سنظل في الصدارة مهما كان من إخواننا في الإيمان وستبقي رسالتنا هي السلام مع الجوار ولا مجال للتراجع عن مبادئنا وثوابتنا مهما كانت الظروف.

مقالات ذات صلة