تأبين للأخ العزيز محمد عالي ولد الطالب ول اعل
بسم لله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين.
لله الأمر من قبلُ ومن بعد.
الحمد لله الباقي بلا زوال، له الحمد على ما أخذ وما ترك وما أعطى وما منع
لله ما أخذ المولى وما تركه
وفي بقية ما يبقي لنا البركة
لا حول ولا قوة إلا بالله ولا نقول إلا ما يرضي ربنا جل في علاه، رضينا بقضاء الله وقدره وعدله وصرفه وأمره.
نعلم أن الموت حوض مورود ومقام مشهود وأجل مكتوب وميقات معلوم
وما الناس إلا هالك وابن هالك
وذو نسب في الهالكين عريق
وبعد
فقد فقدت أسرة أهل الطالب ول اعل مساء الخميس 13 يناير 2022 ابنا من أبنائها البررة ورجلا من رجالاتها العظام، شكل رحيله رزءاً عظيما وثلمة في المجتمع بشكل عام.
كان -رحمه الله- خلوقا متواضعا دائم البشر عذب الروح يألف ويؤلف؛ عاملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)
محببا إلى كل من لقيه كأنما يصدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)
وقد جمع رحمه الله مع حسن الخلق الصبرَ والتعفف، متمثلا قوله صلى الله عليه وسلم: (الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله) وقوله تعالى: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)
كان متعففا قنوعا يفر من مواطن الشبه، يأنف عن الدنيا وعن زرجونها؛ حاله كحال حكيم بن حزام رضي الله عنه في قصته المشهورة .
كان صورة صادقة للموظف الزاهد الأمين، ساعيا في مصالح الناس وخدمتهم دون تمييز ولا استثناء
كان مستعليا بنفسه عن سفاسف الحياة الدنيا، مترفعا بالعلم والقرآن الذي بين جنبيه عن سوق التسول والاتجار، كان عمله مكسواً بحلية الإخلاص والتقوى، عرف فيه زملاؤه في العمل المودة والبر والوفاء والنبل والإيثار والصفاء وكرم النفس.
كان رحمه الله ساعيا في لحمة المجتمع وإصلاح ذات البين متمثلا قوله تعالى: ( لا خير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يارسول الله قال: إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا)
كان يحمل هموم المجتمع ويسعى في النوائب ويبذل في ذلك وقته وجهده وماله؛ عاملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من مشى في حاجة أخيه -حتى يثبتها- أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ) ويصدق فيه قول الشاعر:
وكم فعلية علياء قالت أنا له
ونازلة صماء قال أنا لها
ولم تلهه الدنيا وراغد عيشها
فمالك يازين الرجال ومالها
عزاؤنا فيه أن مات خير البشر صلى الله عليه وسلم
ولنا في الرسول خير عزاء
حسبنا في العزاء مات الرسول
وأخيرا لا يسعنا إلا أن نتقدم -باسم أسرة أهل الطالب ال اعل- بجزيل الشكر لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على تعليماته السامية بتكفل الدولة بكافة تكاليف علاج الفقيد
كما نشكر كل الأهل والإخوة والأحبة والمعزين سواء منهم من حضر أو اتصل أو كتب، شكرا لهم جميعا على ما غمرونا به من صادق الود والحنان.
نسأل الله العلي العظيم أن يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
الناجي محمد المصطفى ولد الطالب ال اعل
