باحث يستعرض ذكرياته مع انشاء المعهد الموريتاني للبحث العلمي

– استعرض الباحث الموريتاني الدكتور عبد الله ولد ببكر ذكريات إنشاء المعهد الموريتاني للبحث العلمي، أواسط عقد السبعينيات، وكذا الحملة الدولية التي أطلقتها موريتانيا لاعتماد مدنها التاريخية لدى اليونسكو كتراث عالمي.

وقال ولد ببكر خلال محاضرة في ندوة في مهرجان “مدائن التراث” بمدينة وادان التاريخية إنه استدعي من طرف وزير الثقافة أحمد ولد سيدي باب في العام 1974 دون أي سابق معرفة بينهما، حيث طلب منه تولي إدارة المعهد بعيد إنشائه، وذلك ضمن جهود الوزير لمأسسة القطاع.

وأضاف ولد ببكر أنه تولى إدارة المعهد بداية العام 1975، واشترط قبل توليه شروطا من بينها أنه ليس عضوا في مجلس الشعب، ولا ينوي الانتماء له، مؤكدا أنه الوزير رد بأن هذه ليست مشكلة.

جانب من حضور الندوة العلمية

جانب من حضور الندوة العلمية

وأردف ولد ببكر أن الشرط الثاني كان فصل البحث العلمي عن السياسة، وعن الحكومات، لأنه متعلق بصميم الدولة الموريتانية وهويتها، مضيفا أنه خاطب الوزير قائلا: “لا تسألني عن أي باحث ما هو انتماؤه السياسي، حاسبني على العمل في برنامج المعهد”، مؤكدا أن الوزير وافق على كل هذه الشروط.

وقال ولد ببكر إن المعهد كان عليه أن يضم الأبحاث الأثرية التي كانت في جامعة داكار، وموسوعة المختار ولد حامد، وكذا بعض البرامج الخارجية، كالأبحاث الأثرية التي كان يقام بها في كومبي صالح، وأوداغست، وكذا أبحاث ما قبل التاريخ في ظهر تيشيت، لافتا إلى أن القرى الموجودة على ظهر تيشيت تصنف كأقدم مستوطنة إنسانية في إفريقيا.

وأشار ولد ببكر إلى أنه كان على المعهد الموريتاني للبحث العلمي أن يبدأ أولا بالعلوم الإنسانية، ويتوسع إلى العلوم الصحيحة، ويصبح مثل المركز الفرنسي للبحوث العلمية.

وأضاف أنه بالإضافة إلى هذه المهام العادية، كلف المعهد بمهمتين اعتبرتا ذات أولوية، وهما جمع المخطوطات، وتولي الجانب العلمي والفني لتسجيل المدن الموريتانية في التراث العالمي.

وقال ولد ببكر إنه وقع الاختيار على أن تقوم بموريتانيا بحملة دولية، مذكرا بأن الحملات الدولية كانت شيئا كبيرا، لأنها تتطلب قرارين من اليونسكو، وجهازها التنفيذي

ولفت ولد ببكر إلى أن قرار اعتماد المدن الموريتانية إرثا عالميا صدر أولا باعتماد ثلاثة مدن فقط هي شنقيط، وتيشيت، وولاته، حيث تم استبعاد وادان، ولكن تدخلهم، وتوصية المهندس المصري الذي أعد التقرير، وكذا استدعاء مديري الثقافة والتراث، نجح في النهاية في إضافة مدينة وادان التاريخية.

 

ـ

 

مقالات ذات صلة