عرس ديمقراطي في جو من الأمن والاستقرار
نعيش جوا ديمقراطيا منعشا؛ يشتد فيه التنافس بين المرشحين، والأحزاب بهدوء وسكينة؛ قد لا يتوقعهما دارسو المجتمعات الصحراوية فريبة العهود بالبداوة، وهو أمر نحمده لله ونشكره عليه، ونعرف أن كثيرا من الشعوب الحضرية تغبطنا عليه.
في هذا الجو كثر الحديث عن العشرية الماضية؛ فأخذ على مرشح الإجماع الوطني محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني مجرد انتمائه إلى نظامها، وصداقته الخاصة برئيسها فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ بالرغم من أن المرشح، وهو يعتز بتلك الصداقة وذلك الانتماء، قد أعلن عن برنامج واضح وطموح يمس جوانب حياة المواطن، ويتحسس مواطن الخلل فيها، ويتطلع إلى بناء مجتمع الرفاهية والمساواة والعدالة.
ولعل من الواجب هنا أن أبرز رأيي، بإيحاز، في هذه العشرية، وإن كان يؤسفني مخالفته لآراء بعض أصدقائي على هذا الفضاء الافتراضي:
_ أولا: أرى أن السنوات العشر الماضية تميزت، على المستوى الخارجي، بحضور قوي لم يصله أي من الأنظمة السابقة؛ بالرغم من التركة الثقيلة التي ورثها هذا النظام. وقد تجلى ذلك في قطع علاقات العار مع الكيان الصهيوني، وبناء شبكة علاقات متوازنة إقليميا وعربيا وإفريقيا ودوليا؛ فلم تعد موريتانيا مجبرة على أن تختار بين محوري الجزائر الرباط، ولا واشطن باريز، ولا الرياض طهران مثلا؛ وإنما تمكنت من علاقات ممتازة مع جميع المحاور. وهذا ما أهلها إلى احتضان القمم العربية والإفريقية لأول مرة في تاريخها.
_ثانيا: تميزت السنوات العشر الماضية بتدشين حالة مدنية بليومترية عصية على التزوير؛ وقبلها كان الجواز الموريتاني يباع في جميع الدول بأرخص الأثمان، وفي نظري أن فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا يضره ما فعل بعد هذا الإنجاز وقبله قطع دابر العلاقات المشينة مع العصابات الصهيونية الغاصبة.
ثالثا: تميزت السنوات العشر الماضية بإنجازات كبيرة على مستوي الاستصلاح الترابي والقضاء على الأحياء العشوائية في مدينتي نواكشوط ونواذيبو؛ حيث استفادت مئات الآلاف من المواطنين من القطع الأرضية ومن الماء والكهرباء، ومن الطرق، وقد حرموا من ذلك منذ سنة 1969 حين فرض الجفاف أطنابه فهجر الناس بخيامهم وبنوها في أطراف المدن الكبرى، وحولوها إلى أكواخ وأعرشة، دون وجود تفكير جدي في حل مشاكلهم.
رابعا: كانت السنوات العشر الماضية مسرحا لإنجازات كثيرة في مجال الصحة والتعليم على مستويات كثيرة؛ ويمكن على سبيل التمثيل أن أذكر أنه نقل التعليم العالي من 4 مؤسسات جامعية عمومية إلى 13 مؤسسة جامعية عمومية، ونقل المستشفيات من مستشفيين يمكن أن تجرى فيهما العمليات إلى أكثر من 14 مستشفى؛ فضلا عن أن التاريخ قد سجل أن أول مركب جامعي يشمل كليات ومعاهد عليا وحيا سكنيا ومطعما جامعيا عصريا دشن في عهده.
_ خامسا: تركت لنا السنوات العشر شركة للطيران المدني ومطارا عصريا وموانئ عديدة، ومصنعا للسفن الصغيرة، وشركة للنقل الحضري.
_سادسا: سنتذكر أنه في هذه السنوات العشر دشنت وزارة الثقافة مهرجانا سنويا في المدن القديمة، وتمكنت من دعم أنشطة أخرى، واستطاعت ديبلوماسيتها الفوز بمنصب رئاسة المظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة.
سابعا: ستترك هذه السنوات أرشيفا لا يستهان به من تجريد أولياء مخلصين للنظام بسبب تسييرهم، وتعويض بعضهم لأموال طائلة خوفا من السجن، وسجن بعضهم، وهي سابقة في تاريخ هذا البلد؛ حيث تعودت الأنظمة السابقة على درء أكل المال العام بمجرد الولاء والإخلاص لها.
ثامنا: كل المؤشرات الاقتصادية تبين أن البلد بخير، وما تسابق الشركات الكبري والاستثمارات المختلفة إلا دليلا على ذلك.
تاسعا: ينقم على هذا النظام أنه لا يبسط اليد تبذيرا في شراء الذمم أثناء الحملات الانتخابية، وأن وزراءه لا يمتلكون صناديق سوداء كما كانت عليه الحال في عهود سابقة، ولكنه يستطيع الافتخار بأنه أقدم على انتخابات بدون سجناء رأي، وأن هذه العشرية سجلت بلدنا في سلم محترم من حيث احترام الحريات الفردية والجماعية؛ ومنها حرية الإعلام السمعي البصري لأول مرة في تاريخ موريتانيا.
عاشرا: لهذه السنوات العشر أن تزدهي فخرا، وأن نقف لها إجلالا وتقديرا لما أنجزته على مستوى قواتنا المسلحة وقوات أمننا؛ وهو ما نتفيأ ظلاله، وتقتطف ثماره أمنا واستقرارا، وهو ما يجعلنا على قناعة بأن الرجل الذي أشرف عليه في صمت وصبر وعزيمة المرشح محمد ولد الشيخ محمد ولد الغزواني، والذي أضاف إليه تحليلا عميقا لمكامن النقص والخلل من خلال برنامجه الانتخابي قد كسب ثقة الناخب الموريتاني، وأن موعده مع النجاح في الشوط الأول بات قريبا.
_ فهنيئا لمرشح الإجماع الوطني بصون المكتسبات والشروع في الإنجازات.
_ وهنيئا لشعبنا بهذا العرس الديمقراطي في جو من الأمن والاستقرار.
المختار السالم