رسالة الهدهد…/ كرنفالات نخب النفاق السياسي…!! / الشريف بونا
نواكشوط 04 يوليو 2021 ( الهدهد. م .ص)
بعد اسابيع يطل علينا فاتح شهر أغسطس اليوم الذي شهد فيه البلد تحولا هاما باستلام فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني زمام الأمور متعهدا بالعمل على إصلاح الأختلالات المتراكمة من غبن وتهميش لفئات عريضة من الشعب …
فقد لقى برنامج الرئيس ” تعهداتي” استحسانا وتأييدا منقطع النظير بلغة الإعلام السياسي ، حيث كان محل إجماع من أغلبية المعارضين للنظام قبل الموالين له..
و قد قيض الله لهذا الرئيس إجماعا قل نظيره جعل الظرف مؤاتيا لتنفيذ برنامجه باريحية تامة لو تم حسن اختيار طاقم السفينة والأبتعاد ولو نسبيا عن دهاليز الماضي وأباطرة فساده الذين يتم تدويرهم بانتظام راصدين الأبواب أمام ضخ دماء جديدة من الكفاءات الوطنية الكثيرة .
و مع ذلك يبقي الحديث عن الإنجازات والمكاسب في السنتين الماضيتين من المأمورية يذكر و يشكر طال نفعه المواطن على عموم التراب الوطني ..
رغم الأمور العارضة بعضها خارجا عن الإرادة كجائحة “كورونا ” التي اجتاحت العالم، وبعضها من آثار الفساد الموروث عن العشرية الأخيرة وديونها المتراكمة ،والبعض الآخر وهو الأخطر ما ذكره الوزير الأول” التهاون والإهمال من طرف الإدارة في تنفيذ المشاريع رغم توفر الإمكانيات .”..!!،
إن هذه الوضعية الأخيرة والأكثر خطورة على تنمية البلد تتطلب من السلطات العليا الرئيس و الوزير الاول واعضاء الحكومة القيام بغربلة تمكن من إبعاد من يعملون من تحت الطاولة لإفشال خطط النظام في تنفيذ مشاريعه التنموية لحاجة في نفس يعقوب، وبتعليمات من أصحاب أجندة مازال انصارها يتحركون في الكواليس لخلط الاوراق…
و مما لا جدال فيه أن إشراف رئيس الجمهورية غدا في ولاية اترارزة، واسابيع ماضية قبل ذلك على اطلاق مشاريع عملاقة اجتماعية واقتصادية يعزز الأمل في مواصلة درب التنمية المستدامة للبلد الذي عانى شعبه القليل العدد والكثير الثروات من نخبة منقسمة إلى فسطاطين فئة من المثقفين الذين يتوارثون المناصب في الدولة جيلا بعد جيل غايتهم نهب خيراتها في الداخل وما تتلقاه من مساعدات دولية وقروض ممنوحة من المؤسسات المالية الدولية .
وفئة ثانية من الطبقة السياسية التي يجري النفاق في عروقها ، حيث شب وشاخ في نفوسهم ومازال ينمو ويتطور ويتجدد حسب الزمان والمكان …!!
وما نشاهده اليوم من سباق محموم إلى ولاية اترارة وانفاق سخي على وسائل الإعلام لإخراج مسرحية تصاحبها بهرجة وديكورا مزيفا عدة ساعات ثم تعود اسراب رباعيات الدفع في رالي جديد إلى انواكشوط في انتظار زيارة لولاية أخرى…!!
فتلك حالتهم مع الرؤساء السابقين بدون استثناء ، مما يعطي المصداقية لمقولة ” إن النفاق والتملق معدن نفيس في هذا البلد” ، ريعه على ممتهنيه اثمن من مردود سائر المعادن الأخري …!!
ولحشر المنافقين الذين أفسدوا الأنظمة السابقة في الزاوية يتعين على الرئيس المضي قدما في تنفيذ برنامجه لإصلاح أحوال البلد وتحقيق تنمية مستدامة يعم نفعها الناس ويمكث في الأرض.
ففي اعتقادي ان النظام لم ولن يتمكن من ذلك الا بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلد ، ومن يسعى لزعزعة وحدته الوطنية، ومن هنا لابد من قطييعة نهائية مع الماضي وممارساته المقيتة …!!