ومضة …/ عين على الأمن…!! / الشريف بونا
نواكشوط 20يونيو 202( الهدهد .م .ص)
من الطبيعي ان تقع في المدن ذات الكثافة السكانية اختلالات امنية تخرج وضعيتها في بعض الاحيان عن السيطرة المطلقة عليها… فتحدث سرقة هنا وعملية اغتصاب هناك وقتل هنالك ووو..!!
ومن الطبيعي ايضا ان تكون عين الرقابة الامنية ساهرة على تتبع خطوات عصابات الإجرام والأنحراف أولا بأول وملاحقتهم لإلقاء القبض عليهم وانزال اشد العقوبة بهم طبقا لما تنص عليه قوانين البلد..!!
لا شك ان هذه الأمور مألوفة في عواصم المدن الكبيرة ومألوفة كذلك أكثر في بعض الدول التي طغت المادة فيها على معاملات الناس وتخلى المجتمع فيها عن تنشئة الأجيال على النهج الصحيح المتشبث بالقيم والاخلاق الرفيعة التي يجب ان تكون رأس مال مجتمعنا المسلم ورصيده الثابت في حسابه…
بيد أنما نعيشه اليوم حالة استثنائية من القاعدة العامة فعمليات الإجرام المتكررة والمتنوعة بتنوع زمانها ومكانها جعلت المواطن في هذا البلد يضع يده على صدره وقلبه “خوفا و حزنا من قابل الأيام…؟!!
ان هذه الوضعية الامنية الاستنائية التي صاحبتها عمليات اجرامية نوعية في بشاعتها تحيل الي عمل مدبر لزعزة النظام وارباك الساحة التوافقية على القائمين علي الامن تتبع تلك الخيوط لتفكيكها وفضح من يتستر خلفها لينال جزاءه.
وفي اعتقادي ان تجزئة الأمن التي اعتمدها النظام السابق ولم يغيرها الحالي ، والتي تضع الشرطة خارج دائرة عين الرقابة الأمنية اثبتت فشلها في محاربة الجريمة من خلال استمرار العصابات في عمليات الحرابة مستهدفة بتنفيذ جرائمها تسديد طعنات قاتلة في الشرف والأنفس لجماعة معينة ، مما جعل المواطن البسيط يضع أكثر من علامة استفهام عن سبب غياب عين الرقابة الامنية المهنية عن الساحة …؟!
ومهما يكن فإن وضعية الأمن مادامت لم توضع مسؤوليتها في يد اصحاب الاختصاص ” الشرطة ” وتعاد لهم عين الرقابة على الطرق وفي الأسواق وداخل الأحياء الشعبية فستظل عملية القبضة الامنية ينطبق عليها ما يفعله البصير “يحفر في مكان ويبصق في آخر ويردم في مكان ثالث”.