شذرات من حياة الحافظ لكتاب الله حمود ولد الجيد
بسم الله الرحمن الرحيم
《مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) الأحزاب.
دار لعمرك عن قريب ربعها .. يقوى وجيرة أهلها تتفرق
أفبعد أحمد يرتجى نيل البقى .. راج البقى من بعد أحمد أحمق
-الأحد 06\06\2021 لقد ارتبط هذا التاريخ باليوم والشهر بأحداث حصلت في وقت سابق في هذا البلد، لكنه هذه المرة حدث من نوع آخر حيث افتقدنا فيه أحد أهم آبائنا وكبرائنا الأعزاء؛ إنه ببالغ الأسى والحزن حمودي ولد الجيد، ولأن الأمر كذلك فلابأس بإعطاء نبذة عن حياته: .
المرحوم هو: حمودي ولد الجيد ولد المحمود ولد احمد-الواقف ولد اهدايه، وأمه فاطمه بنت حمّت القلاوية (أهل اندي-احمد) وأمها امينتّي منت المعلوم ولد ثالول من أولاد سيدي (الشرفاء) وهي التي تربى في حضنها.
كان المرحوم من ابرز رجال أهل محمد بوكسه (أهل الطالب عبد الرحمن امبابه) العلويين وهو حفيد الولي الصالح الطالب الصدّيق ولد الطالب الحسن الجماني الملقب الظامي رحمه الله المتوفى عام 1073هجري عن عمر ناهز ال 94 عاما ويوجد ضريحه بمدينة “تكَبه” الواقعة قرب مدينة “تامشكط” في الحوض الغربي، وهو عالم من علماء المسلمين الأجلاء، أسس مدرسة في “تكَبه”، وحسب ما تم تحقيقه من النسخ فإن للمرحوم الشريف ثلاثة وثلاثين أبا بينه وبين عبد المطّلب، مشهود له بالورع والصلاح والمثابرة على العبادة، مصلح وسطي، أشهر مواقفه الفقهية “تحريم التبغ”.
ولد المرحوم حمودي حوالي 1923م في المنطقة المحاذية لأفلّه في ضواحي تامشكط.
بدأ رحلته الدراسية بدراسة القرآن الكريم على والده الجيد الذي هو تلميذ لسيدي ولد محمد الحنفي كما هو الحال بالنسبة لعمه البار، وخلال محطاته الدراسية لعلوم القرآن والفقه والنحو واللغة مر بعدة محاظر من أهمها وكلها مهمة: محظرة أهل أيدّه ومحظرة أهل أحمد-الخيّار ومحظرة أهل الطالب ولد أعل والتي كان ينوي الحصول على الإجازة في القرآن وعلومه من شيخها محمد ولد الطالب ولد أعل إلا أنه قضى قبل ذلك فحصل على السند من محمد احيد ولد الطالب ول أعل.
كان المرحوم حمودي يتحلى بجميع خصال الفتوة والشجاعة وكان خطيبا فصيحا ولا غرابة في ذلك فتلك سمة ظلت أسرته تتسم بها في مجتمع تشكل رقما صعبا في معادلته بل تتصدره بكل شرف واعتزاز في كل الميادين وكلما اقتضى الأمر ذلك، وكان في نفس الوقت خلوقا بشوشا لطيفا ومتواضعا يداعب من حوله بكل أريحية، ففيه يصدق قول الشاعر:
إني أوان السِّلم ليْن برُّ .. وفي الحروب حجر أيرّ
لا أجلب الشر ولا أفرّ .. يوم الوقوع إذ الكماة فروا
وإني وإن كنت أديت واجب التعزية في وقته المناسب إلا أنني أعود وأعزي بإسم أسرة أهل سيدي محمد ولد صالحي كافة أفراد الأسرة الكريمة ومن خلالهم كل مجموعاتنا في لفطح ولكَديم ولكَليب الصغيّر وتجكَجة وسيليبابي وأهل الحاج محمد احمد و كافة العلويين الشرفاء. واعترف أني إذ بذلت جهدا في الكتابة عن والدي المغفور له حمودي فلن أفيّ بما يستحقه إلا أنها نبذة فقط.
و أرجو للمرحوم بإذن الله الرحمة و الغفران و جنة الرضوان و الحمد لله على وجود أبناء و بنات بررة يدعون له بالخير و الرحمة و الغفران و إنا لله و إنا إليه راجعون.
الحسين ولد المصطفى ولد صالحي