المشاركة الموريتانية بالمعرض الإفريقي بالجزائر.. شراكات استراتيجية وتعزيز للحضور الاستثماري خدمة للتنمية الاقتصادية

الجزائر

في إطار متابعة الجهود الرامية إلى ترسيخ العلاقات الاقتصادية وتعزيز الشراكات الاستثمارية بين موريتانيا والدول الإفريقية، أجرت الوكالة الموريتانية للأنباء (ومأ) مقابلة خاصة مع السيد محمد حبيب الله محمد أحمد، المدير العام المساعد للوكالة الموريتانية لترقية الاستثمار، للحديث عن مشاركة موريتانيا في المعرض الإفريقي للتجارة البينية الذي احتضنته الجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر 2025)، وهو أحد أبرز المعارض الاقتصادية بالقارة الإفريقية، وأهداف هذه المشاركة وآفاق التعاون المستقبلي.

* (ومأ): ما الهدف الأساسي من مشاركة موريتانيا في هذا المعرض الاقتصادي الهام؟

– السيد محمد حبيب الله محمد أحمد:

الهدف الرئيسي هو تمثيل موريتانيا والتعريف بالفرص الاستثمارية الكبيرة التي تزخر بها بلادنا، إضافة إلى تعزيز قنوات التواصل مع المستثمرين والمؤسسات الدولية، واستكشاف آفاق التعاون والشراكات الاستراتيجية التي يمكن أن تساهم في دعم التنمية الاقتصادية وتحقيق التكامل الإقليمي.

* (ومأ): كيف تقيمون مستوى الحضور الموريتاني في هذا المعرض؟

– السيد محمد حبيب الله محمد أحمد:

الحضور كان متميزا للغاية، حيث شاركت موريتانيا بوفد رسمي رفيع المستوى برئاسة فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبحضور وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب منت أحمدناه، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في المؤسسات الحكومية وممثلي القطاع الخاص. هذا التمثيل القوي يعكس جدية موريتانيا في الانفتاح على الفضاء الاقتصادي الإفريقي وتوسيع شراكاتها.

* (ومأ): هل كانت هناك لقاءات ثنائية على هامش المعرض؟

– السيد محمد حبيب الله محمد أحمد:

بالتأكيد. عقدت وزيرة التجارة والسياحة عدة لقاءات ثنائية مع نظرائها من الجزائر وتونس ودول أخرى، وتم خلالها بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، وتطوير المبادلات التجارية، ودعم التكامل بين دول المنطقة. هذه اللقاءات فتحت آفاقا جديدة لعلاقات اقتصادية أكثر متانة.

* (ومأ): ماذا عن دور القطاع الخاص الموريتاني في هذا الحدث؟

– السيد محمد حبيب الله محمد أحمد:

كان للقطاع الخاص حضور قوي وفاعلا، حيث قدم رجال الأعمال الموريتانيين منتجاتهم وخبراتهم أمام أكثر من 35 ألف زائر محترف.

كما شكل جناح موريتانيا في المعرض فرصة ذهبية لعدد من الشركات الوطنية، العمومية والخصوصية، للتعريف بمنتجاتها واستكشاف أسواق جديدة.

* (ومأ): هناك حديث عن تطورات في مجال التعاون الاقتصادي بين موريتانيا والجزائر. هل يمكنكم توضيح ذلك؟

– السيد محمد حبيب الله محمد أحمد:

نعم، افتتاح أول بنك جزائري في نواكشوط كان خطوة محورية، حيث أزال معظم التحديات المتعلقة بتحويل الأموال واسترجاع عائدات التصدير، ما سيسهل التعاملات التجارية ويعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين. كما أن المعارض التي تنظمها الجزائر في موريتانيا ساعدت على التعرف بشكل أكبر على المنتجات الجزائرية وإمكانات التعاون المتاحة.

* (ومأ): وماذا عن المشاريع الاستراتيجية المستقبلية؟

– السيد محمد حبيب الله محمد أحمد:

هناك مشروع استراتيجي مهم يتمثل في الطريق الرابط بين مدينة تندوف الجزائرية ومدينة ازويرات الموريتانية بطول 840 كيلومترا. هذا المشروع سيشكل شريانا حيويا يسهل عمليات التصدير نحو موريتانيا ودول غرب إفريقيا، وسيساهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

* (ومأ): ماهي تطلعاتكم لمخرجات هذه المشاركة؟

– السيد محمد حبيب الله محمد أحمد:

نطمح إلى أن تسفر هذه المشاركة عن شراكات استراتيجية ومذكرات تفاهم جديدة تخدم التنمية الاقتصادية لموريتانيا، وتعزز حضورها الاستثماري في القارة الإفريقية، وتفتح آفاقا واعدة للتعاون مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين.

أجرى الحوار/ سيد أحمد المراكشي

مقالات ذات صلة