رأي : إصلاح التعليم” بين فساد الإدارة …والهيمنة التقليدية”..!!
نواكشوط 22 مايو 2021 ( الهدهد .م .ص)
لا يختلف الكثير منا ان إصلاح التعليم يجب أن ينطلق من فكر مشترك بين كل الفاعلين
في هذا الحقل من الوزارة تكرس ارادة قوية وصادقة تنبعث من هرم القطاع والادارات الجهوية ومدراء المدارس فبذلك وحده يمكن أن نجد اصلاحا حقيقيا للتعليم ..
فالمتأمل لواقع التعليم يجد أنه في وضعية مزرية بكل المعايير والمقاييس خاصة في الداخل..
فحين ترى حجرا متهالكة تارة تكون مخازن سابقة للفحم ، وتشاهد بام عينيك فوضى عارمة تتحكم فيها الوجاهة التقليدية التي بنفوذ صاحبها يعين هذا مديرا جهويا على قرابة وبدون ابسط معيار يخول له الجلوس على مقعد المسؤولية والأمانة التي تحملها بدون استحقاق…
وتجد طورا عن طريق الوساطة والنفوذ التقليدي مدراء في التعليم الثانوي ولاصلة لهم به إلا عن طريق تدريس حصص فيه.
أما تعامل الإدارة مع الطلاب فبعض مدراء المدارس يستلم من الطلاب نفودا للتسجيل وهي في الحقيقة رشوة ربما لجأ اليها لتدني مستوى راتبه، ضف الى ذلك التعامل الذي يقع بين المدرس والمدير او احد عمال الادارة او عمال الوزارة بحيث يتغيب كمايشاء وحيث ما يشاء والادارة لاتتخذ فيه اي اجراء ، بينما البعض الآخر يتخذ من عدم التفاهم بينه والاستاذ وسيلة ضغط فيتغيب فيرسل فيه تقريرا للادارة.
لكن الأكثر غرابة من ذلك أن بعض المدراء يتغيبون ولايتم الابلاغ عنهم لأن صوت المدرس غير مسموع ومايعانيه تارة من تحويلات تعسفية سببها في أغلب الأحيان
ومايحصل في المسابقات لايخفى على احد من تعامل على انجاح طلاب لايكتب الواحد منهم اسمه كتابة صحيحة .. …..
ضف إلى ذلك ان بعض المدراء في برج عال لايصغي لمايقوله المدرس وكأنه لم يأت إلا ليأخذ قسطا من الراحة ….وهذا سببه غياب معايير متوازنة يتم تعيين المدراء الجهويين وغيرهم من عمال القطاع ..
فإذا كان هذا هو الواقع فلن نتمكن من اصلاح التعليم الذي هو حجر الزاوية في تنمية الدول إلا باستئصال سرطان الفساد من جسم تعليمنا، وكبت جماح هيمنة الفاعلين التقليديين في اتخاذ القرارات ذات الصلة بتعيين المدربين الجهويين وتحويل المدرسين ..!؟
بوح المدرس