ومضة …/ منظر اعجبني …/ الشريف بونا
نواكشوط 14 مايو 2021 ( الهدهد .م.ص)
اعجبني تدفق آلاف المقدسيين وسكان الضفة نحو ساحات المسجد الأقصى الشريف لأداء صلاة الجمعة في اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك واليوم الخامس من المواجهة العسكرية بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة…!!
اعجبني صمود وتلاحم الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وأعجبني أكثر التفاف فلسطينيي الداخل من خلف الخط الاخضر الذي تعتبره إسرائيل حديقة تدجينها الخلفية. تضحيات تدعو للفخر والاعتزاز بهذا الشعب الذي لايلين لاستعادة حريته وكرامته المداسة بأقدام الصهاينة على مرأى ومسمع من العالمين العربي والإسلامي دون أن يحركوا ساكنا حتى أنهم بخلوا بتحريك ألسنتهم تنديدا أو استنكارا للعدوان….!!
اعجبتني أكثر من ذلك خطبة إمام مسجد القدس الشريف، حيث بدأها بتلاوة آيات من سورة الأحزاب يقول الحق سبحانه وتعالى جل من قائل: ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم.. )..صدق الله الله العظيم..
في هذه الخطبة البليغة حث الإمام المصلين وكل الشعب الفلسطيني على مواصلة الدرب والصبر على المحن والابتلاء، مذكرا بما تعرض له بنو هاشم في شعبهم أثناء حصار قريش لهم بمكة حتى أكلوا اوراق الشجر، ومع ذلك صبروا وصمدوا ثلاث سنوات حسوما في وجه المشركين إلى أن أوحى الله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن “الصحيفة” اكلتها دويبة الأرض ولم تترك منها إلا اسم الجلالة.. !!
وعندما أخبر عمه أباطالب بذلك توجه إلى قريش ليطلب منهم أن يحتكموا الى ما أخبره به ابن أخيه فإن كان حقا فكوا الحصار عنهم وان كان كذبا سلمه له لهم. فوافقه الملأ من قريش على ذلك..
فلما ذهبو إلى جوف الكعبة وجدوا الصحيفة ولم يبق منها إلا اسم الجلالة،.. فتم رفع الحصار .عن بني هاشم ..!!
وختم خطبته بخلاصة أبلغ أثرا: فليبلغ الشاهد الغائب أن الشعب الفلسطيني صامد صابر مثابر على تحرير وطنه وحماية مقدساته من تدنيس الصهاينة مهما كان بطشهم وتنكيلهم..؟!!
تاريخ عظيم يسطره شعب عظيم أمام عيون العالم على أرض الرسالات والأنبياء. من الإمام الوقور إلى الطفل البريء.
إعجابي..