التزام الرئيس بتنمية تكانت موقف جدير بالتنويه …!!

نواكشوط 06 مايو 2021 ( الهدهد. م .ص)

لقد بات من المعروف أن عظمة الدول و تطورها لا تقاس بما تمتلك من ثروات باطنية أو منشآت صناعية و عمرانية أو موارد إقتصادية متعددة، بل بتطورها الفكري  والحضاري وقدرة مجتنعها
على الخلق والإبداع.
في هذا السياق، لا يختلف إثنان حول الدور المحوري الذي لعبته ولاية تكانت
بصفة عامة في تنمية البلاد والمساهمة  في وضع أسس نهضتها الشاملة  وضمان  استقلالها

و الذود عن حوزتها الترابية خلال مختلف مراحل التاريخ الوطني.
فقد كانت إسهامات المنطقة بارزة خلال
العهد المرابطي من خلال ترسيخها للإسلام السني المالكي الصحيح ومحاربة كل اشكال
البدع وقضت على  المعتقدات الوثنية
في ظل قيادة الأمير اللمتوني أبي بكر بن عمر . كما يعود إليها الفضل في إقامة نظام اميري
بقيادة إدوعيش ذي مرجعية دينية قوامه
العدل و الإنصاف بين الناس قضى بشكل نهائي على  مفهوم” السيبة” التي عانت منها البلاد  والعباد لعدة عقود من الزمن.
كما قدمت المنطقة نموذجًا فريدًا في مجال الإصلاح الإقتصادي و الإجتماعي المستمد من الكتاب و السنة و المستند إلي فقه المقاصد
الذي أطلقه عالم تكانت المجدد سيدي عبدوالله ولد الحاج إبراهيم عبر جامعته المحظرية
الأصولية التي أسسها بمدينة تجكجه خلال القرن الثامن عشر حيث لعبت دورا بارزا في النهضة
العلميةالتي عرفتها البلاد انذاك ووصل اشعاعها
العلمي كل من المشرق والمغرب الإسلاميين.
و تحتفظ لنا الذاكرة الجماعية بالادوار
البطولية الخالدة التي لعبتها المقاومة في تكانت بقيادة سيدي ولد مولاي الزين  والمجاهدين  من بعده من أمثال الحسين ولد بكار ولد أويسيد أحمد و محمد المختار ولد حامد و غيرهم في مقاومة الإستعمار و دحره وإفشال مخططاته بإعتراف
الفرنسيين أنفسهم . إضافة لذالك
لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الفعال الذي
لعبته النخب السياسية و الفكرية و الوجهاء وأصحاب التأثير في هذه الولاية
خلال مرحلة التحرير من الإستعمار وفي بناء
الدولة المستقلة الحديثة.
إذن بالنظر لكل هذه الإعتبارات
فإنه ليس من المستغرب أن يقوم
رئيس الجمهورية السيد محمد و لد
الشيخ الغزواني بإلإعلان عن إلتزامه القوي ببذل كل الجهود الممكنة من أجل أن ينعم سكان هذه الولاية العريقة بحظ وافر من التنمية وذالك
إبان الحملة الإنتخابية. وتجسيدا لهذا الإلتزام
فقد أصدر سيادته التعليمات إلى
القطاع المكلف بالمياه خلال السنة
الأولى من مأموريته بغية حل مشكل المياه في مدينة تجكجة التي تعاني منذ عدة سنوات أزمة عطش و حل هذه المعضلة  بصفة نهائية
لانها تشكل المدخل الرئيس  لأية تنمية مستمدامة يراد القيام بها  لتحسين  الأوضاع المعيشية
لسكان هذه المدينة الى جانب ذلك فقد خصص

برنامج الرئيس  ” تعهداتي ”  حيزا كبيرا
من الإهتمام لدعم الإقتصاد الواحاتي
وفك العزلة وتشييد السدود و توفير المصادر المائية في الوسط الريفي  والدعم الاجتماعي
للأسر محدودة الدخل، و تشييد البنى التحتية الخدمية و غير ذلك من المشاريع المهمة.

و تأخذ ولاية تكانت نصيب الأسد من هذا

الإهتمام.
و بخصوص مشروع جامعة تجكجة
فقد تم الإلتزام به ضمن تعهدات
الرئيس و أعطيت التعليمات بذلك
لقطاع التعليم العالي و البحث العلمي من أجل تسريع إنجازه.
و قد قام معالي الوزير د. سيدي ولد سالم الحريص على تحويل تعهدات الرئيس إلي إنجازات ملموسة مشكورا بإنجاز كل الدراسات الضرورية المتعلقة بالمشروع في الآجال  المطلوبة باستثناء
تلك المتعلقة بتزويد هذه المنشآة بالماء
الشروب والتي أسندت الحكومة مهمتها  لوزارة المياه، ولم تكتمل الدراسة بعد نتيجة لظروف الجائحة التي أعاقت الرنامج الحكومي.
لهذه الأسباب فإننا نعتقد أن تصريحات معالي وزير التعليم العالي و البحث العلمي وتقنيات
الإعلام و الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة د. سيدي ولد سالم حول مشروع هذه الجامعة  أخرجت عن سياقها لأسباب مقصودة هدفها التشويش على
برنامج الرئيس و تعهداته المبدئية
لخدمة ولاية تكانت و أهلها ، و هو ما لا يروق للكثيرين..!!

بقلم : د .محمد الراظي بن صدفن  أستاذ بجامعة نواكشوط العصرية

مقالات ذات صلة