رأي : تجكجه مهد أول جامعة متخصصة في البلد…
نواكشوط 01 مايو 2021 ( الهدهد. م.ص)
هل يعلم ولد سالم أن أول جامعة متخصصة في العلوم الشرعية أنشئت في مدينة تجكجه نهاية القرن الثاني عشر الهجري وتسمى (أدويره)وهو تصغير تعظيم ،وهذه أدويره لم يكن يدرس فيها إلا من أكمل تعليمه وصار يبحث عن التخصص في مجال معين مثل : الفقه أو الأصول أو الحديث أو النحو ..وغير ذلك ..؟
لقد كان مقدم العلامة سيد عبد الله ولد الحاج ابراهيم العلوي بمثابة فتح علمي بالنسبة لبلاد شنقيط عموما ، إذ لم يكن علم الأصول وعلم الحديث معروفين في هذه البلاد حتى ألف العلامة مؤلفه المشهور مراقي السعود والذي أصبحت الجامعات الإسلامية عالة عليه من تركيا إلى باكستان مرورا بالأزهر والحرمين وبلاد المغرب وفي علم الحديث كانت طلعة الأنوار وغرة الصباح رائدتين في هذا المجال .
أما علوم اللغة العربية فقد حازت مدينة تجكجة الحبيبة قصب السبق فيها فكان أول مؤلف في علم الصرف سواطع الجمان وفي علم العروض مجدد القوافي وفي المعجم إضاءة الأدموس وهي مؤلفات كلها للعلامة سيدمحمد ولد سيدعبدالله بن الحاج ابراهيم العلوي، وكان عطاء هذه الجامعة مشعا حيث وصل كافة المناطق الشنقيطية وتخرج من جامعتها على سبيل المثال لا الحصر :
1– العلامة صالح ولد عبدالوهاب الناصري
2-العلامة سيدمحمد ولد أعلي العلوشي
3-غالي ولد مختار فال البصادي
4–محمد محمود ولد عبد الفتاح الأبييري
5–أتفاغه الديماني
6–الطالب أحمد ولد أطوير الجنه الحاجي
7-عبدالله ولد سيد محمود الحاجي
8–سيد احمد (أمينوه )ولد سيدالمين الكنتي
9– فحفو المسومي
وغيرهم كثير من مختلف المناطق والجهات .
هذا الدور التاريخي يعززه دور جغرافي حيث تقع مدينة تجكجة الحبيبة في وسط البلاد مما يسهل على الطلاب التوافد عليها من كل الجهات خاصة مع وجود طريق يربط الشمال بالجنوب ؛أما مشكل المياه فإنه ليس مطروحا مع توفر الإمكانات المادية عند الدولة فقد رأينا مشروع أظهر وآفطوط الساحلي وغير ذلك من المشاريع التي جلبت عن طريقها المياه من أماكن بعيدة جدا ؛ وحسب الخبراء فإن المياه موجودة في مناطق عديدة من الولاية .ي
هل يعلم ولد سالم أن مدينة تجكجة الحبيبة هي وحدها التي لم تستفد من أي مشروع تنموي حتى الساعة وتعيش على أمل هذا المشروع الهام (جامعة تجكجة )…فكيف يفكر معالي
الوزير في تحويل المشروع الوحيد في المدينة ويقدم حجة أوهى في نظري من بيت العنكبوت !؟
صحيح أن ساكنة تجكجة تمتلك تاريخا حضاريا ضاربا في القدم كما قال :
ماركين من مكه ومصر
وماركين من تونس الخظر
سابكين فالساكيه الحمر
وآبير وتبلبالت
ولكن للصبر حدود .
وهل يعلم ولد سالم أو يجب أن يعلم أن تجكجه قدمت للدولة الموريتانية الحديثة كوكبة من خيرة الأطر خبرة وتكوينا حملوا الدولة الموريتانية على عواتقهم منذو الاستقلال إلى اليوم …؟
وفي الطرف الآخر كانوا قادة ومؤطرين لكل الحركات الفكرية النضالية في هذه البلاد.
هل يعلم ولد سالم أن ساكنة تجكجة قد تعودت على الظروف الصعبة كما تعودت على المواجهة من أيام الاستعمار الفرنسي الذي حاول بكل الوسائل كسر شوكتها فلم يستطع ؟!.
وهل يعلم ولد سالم أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هو أحد أبناء مدينة تجكجة الحبيبة وأن معظم العلماء والأولياء مدفونون في ريف تجكجة (المختار ولد بونه الجكني -أشريف أحمد الولي-لمرابط سيد محمود وابنه عبد الله -وغيرهم كثير….)مما يجعلها تكتسب أنصارا ومحبين كثر ..؟
هل يعلم ولد سالم أن أمير المرابطين أبوبكر بن عمر اللمتوني مدفون في تجكجة الحبيبة وأنها كانت مسرحا لأحداث تاريخية متعددة ..؟
وهل يعلم ولد سالم أن دون تحويل جامعة تجكجة خرط القتاد.
بقلم : سيد ي محمد ولد هيدي ولد لحبيب