ومضة…/ تناقض جوهري في المواقف../ الشريف بونا
نواكشوط 27. ابريل 2021( الهدهد. م.ص)
أعلنت فرنسا بلحظات بعد تشكيل المجلس العسكري في اتشاد وصدور بيانه المتعلق بتحديد فترة زمنية لإجراء انتخابات ديمقراطية يعيد بموجبها الجيش السلطة إلى المدنيين ترحيبها بهذا البيان داعية المجلس إلى الوفاء بالتزامه.
ثم أعلنت فرنسا وهي التي تعتبر نفسها وصية على دول منطقة الساحل من خلال تواجد قواتها في مالي واسنادها الفني واللوجستي لجيوش الدول الأخرى ،أعلنت أنها مصممة العزم على الوقوف إلى جانب دول المنطقة لمحاربة الإرهاب والعمل على استتباب الأمن والاستقرار في هذه المنطقة .
مما لا شك فيه أن فرنسا عندما استشعرت الخطر على مصالحها الاقتصادية والثقافية في دول هذه المنطقة الغنية بالثرات، والتي احتلت أراضيها ونهبت خيراتها وداست كرامة شعوبها عقودا من الزمن تريد اليوم تحت غطاء محاربة الإرهاب ومنظمات الجريمة العابرة للحدود أن تخضعها ثانية للذل والمهانة بحجة الدفاع عنها.
ففي أعتقادي أن التناقض الجوهري في مواقف فرنسا من دولة اتشاد التي ماتزال تذرف دموعها بعد رحيل رئيسها على يد مجموعات متمردة، الا ترجمة واضحة لنواياها اتجاه دول المنطقة سواء عبرت عن ذلك بشكل صريح كتناقض رئيسها الخاطإ في رؤيته للوضعية العسكرية والسياسية في موريتانيا ، أو بشكل خفي كنظرته لبقية دول المنطقة الأخرى.
ومهما يكن فإن من يعول على فرنسا في حماية حوزته الترابية وتوفير الأمن لمواطنيه بدون أن يدفع ثمنا باهظا من قيمه وأخلاقه ودينه، سيرى في يوم من الايام معدلته خاسرة.
فعقلية فرنسا الاستعمارية وحقدها على الاسلام والمسلمين سيظلان باقيان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها …