مجموعة قصص…/ مدينة العذراء…!! “ح 2″…/ أنديى تقي الله
نواكشوط 20 ابريل 2021 ( الهدهد .م .ص)
…بعد حديث طويل دار بيننا التقينا في مطعم حيث خرجنا بخطة أردنا منها أن نضرب عصفورين بحجر واحد ؛ أما العصفران فهما القضيتين، والحجر هو هشام … أمضينا اسبوعين من الجلسات القضائيه دون ان نحرك ساكنا…وفي الاسبوع الثالث كنت قد تأخرت عن الموعد المحدد وسبقني الى القاعة حسام وعذاري…
ما إن دخلت القاعه ووقفت امام القضاة خلاف عادتي ، طأطأت رأسي لألتقط انفاسي …وقلت بسخرية :
_كفى كفى .. ؟!!
ثم رفعت رأسي موجهة نظري صوب القضاة واردفت قائلة:
_كفي كفى …الى متى ونحن نلعب بالوقت… هشام لايمكنه ان يسلب أرض زوجته منها فهي وبكامل إرادتها اعطتها لأخيها… حضرة القاضي وقد كتبها على اسمه …لندخل في القضية الأهم …!
عم سكون غريب في القاعه فاجئني …هه…وقطعه هشام :
_”سرور” ماذا تقولين ؟؟!!
نظرت اليه بطرف عيني مبدية قلة الأهتمام، وسأقول كلاما لن يسرك سماعه يا هشام ..!!
شابكت اصابعي لأخفف من توتري :
_ ثم قلت : حضرة القاضي …
قاطعني حسام :
_انا اعترض …حضرة القاضي
🔨_الاعتراض مرفوض…تفضلي” سرور”
نظرت إلى حسام وقد غمزني مشيرا ان أكمل … فزاد ذلك من ثقتي في نفسي :
_وانا ايضا اعترض ….اعترض على خمس سنوات قضيتها معه مسلوبة عذريتي مسلوبٌة حقي كإمرأه …انام على أمل الحريه واستيقظ على كدمات تملئ جسدي …انا حضرة القاضى زوجته البائسه قتل ابني في أحشائي قبل ان أراه.. سرق مني نفسي واهلي وحرمني من حياة كريمة.. حضرة القاضي… هذا الملف الذي بحوزتكم يحمل كل الفحوصات التي اجريتها…اجبرت على زواج من رجل في عمر ابي وانا في السنة الخامسة عشر من عمري …كان عمله ممتازا وكنت دائما أرى جيبه مليئا ولا اتذكر انه مد لي يده بفلس واحد يعينني به بعد ولادة ابنتي …طلبت الطلاق.. وماوجدت منه إلا تهديدا بالقتل والسجن اسبوعين في غرفتي …! سيدي القاضي وبعد انجابي لثلاثه أبناء ، تحسنت علاقتنا قليلا بعد ان تزوج علي وحاولت الهروب منه، لكن اخته تدخلت …سيدي القاضي القصة التي سمعتموها بلساني لم تتوقف مأساتها عند هذا الحد بل…اترككم تسمعون منها البقيه تفضلي عذاري !!
_انا ارفض حضرة القاضي فهي موكلتي ولايحق لها التدخل… !
🔨_سنسمع قولها تفضلي السيدة عذاري !
_كلما سمعتموه حضرة القاضي صحيح …… جملة سأضيفها سماحة القاضي… انا عذراء رميت لذئب … قتلها وترك روحها تتعذب في هذ العالم المظلم .
قال هشام بصوت مرتفع:
_هذا كذب وبهتان ياأيها القاضي …
🔨:_هدوء هذا غير مقبول في حضرتنا !
_حضرة القاضي قد أكون خالفت القانون… ولكن ان كان من اجل الحق فهذه ليست جريمة… الجريمة ان يصمت المجتمع على إهانة المرأة في بلد يتشبث بالاسلام والعدالة…اعلم جيدا حضرة القاضي ان آيات العدل التي تعلقونها نصب اعينكم لها دور كبير في حكمكم المنتظر …ونحن هنا اليوم ننتظر منكم اصدار الحكم العادل في هذه القضية…!
حكم القاضي على هشام بثلاث سنوات بتهمة تعدي على حرمة زوجته…
تزوجت عذاري بعد عدتها بأخوه احمد وارجع لها الارض وعاشت معه في هناء ورغد …
اما انا فعدت الى مكتبتي ولو فكرت مليا لما رفضت خطبة حسام …!! ولكن من يدخل مدينة العذراء لايهوى خروجها …!!
مع تحياتي….!