ومضة …/ حرث الآخرة …/ الشريف بونا
نواكشوط 14 ابريل 2021 ( الهدهد .م .ص).
عندما خلق الله سبحانه وتعالى آدام عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له فاستجابوا لأمر الله الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين…
فمنذ تلك اللحظة سعى أبليس عليه لعنة الله الى اغوائهما وزين لهما أكل الشجرة بعد أن نهاهم الله عن اكلها فكان ذلك سببا في هبوطهما من الجنة إلى الأرض .
فبدأ آدم وحواء حياة جديدة لكنها شاقة وتتطلب الكثير من الصبر والجد والمثابرة لتوفير لقمة العيش التي اطلعهم الله سبحانه وتعالى على اسهل وسيلة لتحقيقها وهي زراعة الأرض.
ومن ذلك الوقت أصبح كل عمل يراد لصاحبه كسب حصاد مرضي لا بد أن يبدأ بالحراثة.
ومن هنا يحثنا القرآن الكريم على التسمير عن سواعد الجد في حرث الآخرة موضحا لنا أن هناك حرث موازي له وهو حرث الدنيا، فقال جل من قائل ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا تأتيه منها وماله في الآخرة من نصيب )…
لا يختلف مسلمان في أن حرث فعل الخير في أيام هذا الشهر العظيم مضمون حصاده ، ومن ذلك تأتي أهمية الإنفاق على الفقراء والمساكين بتوفير لقمة عيش في بطن جائع وشربة تطفى ظمأ متلهف لها , خاصة إذا كان يؤدي عبادة الصيام التي اضافها الله لنفسه الكريمة, ففي الحديث الرباني في مارواه الصادق المصدوق عن ربه ” كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وانا اجزي بيه”.
فالانفاق في هذا الشهر من يد من أعطاهم الله بسطة في الرزق على الفقير ربحه كبير. في الآخرة التي هي الحيوان لوكانوا يعلمون. .
وقد أمرنا الله بالاسراع إلى الإنفاق للفوز بمغفرته ، حيث يقول عز وجل ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في الشراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافية عن الناس والله يحب المحسنين)
صدق الله العظيم.