الترجمة التاسعة والعشرون: شذرات من حياة بعض أعلام موريتانيا…/ د أحمدو ولد آكاه

 

نواكشوط 27 مارس 2021 ( الهدهد .م .ص)

+الشيخ محمد محمود بن الشيخ سيد احمد البوصادي:

نسبه:

هو الشيخ محمد محمود الملقب “الخلف” بن الشيخ سيد احمد بن عمار ابن الناه ابن اعلي الكبير بن بوياحم البوصادي .
حياته وتصوفه:
خلف “الشيخ محمد محمود” والده على تدبير شؤون “الغظفية” فسمي “الخلف” فترأس الطريقة بعد أبيه، وإليه تنسب بعض الممارسات العملية التي يقوم بها الغظفيون.
وقد أخذ عنه الطريقة الشاذلية كل من :
– ابنه: الشيخ الغزواني، وستأتي ترجمته.
– ابنه :الشيخ محمد أحمد.
– اعلي بن آفه، وهو شريف من مدينة تيشيت، واشتهر بالعلم والمهارة في حفظ القرآن الكريم وتحفيظه، وقد هم “الشيخ محمد يحيى الولاتي”(ت1330 هـ) بمحاكمته في ظل إمارة “أهل لمحيميد” لكنه لما رأى كثرة المجازين على يده من حفظة القرآن عدل عن ذلك.
– محمد الأمين بن زيني، وقد عاصر بداية دخول الاستعمار للبلاد؛ فقاد هجرة منظمة ضمت نحو ستمائة مهاجر، مرت بتونس، وليبيا، والأردن، واستقرت بتركيا، ولازالت لدى ذريتهم صلة بذويهم وإخوانهم في الطريقة من الشناقطة حتى الآن، ولهم أتباع مثلهم في تونس والأردن وتركيا.
ذكر “ولد حامد” الكثير من مناقبه وخصاله الحميدة فقال إنه “كان صالحا سائحا مربيا غائبا عن الدنيا بكلية قلبه، كان يسأل عن الشيء فيخبر به فيفهمه بديهة، ويسأل عنه تارة فيخبر به مرات فلا يفهمه، فيقول للمخبر دعه لعله لم يؤذن لي الآن فهمه” .
وأكثر عبادة “الشيخ محمد محمود” يتجه نحو الاعتبار والفكر والتدبر، ولا يحب من الكتب إلا القرآن والحديث، ويكره سمعه ما عداهما، وكان مواظبا على الرواتب منفقا في سبيل الله معتقدا عند الناس، وتكثر عنده الهدايا، وكان أول من يؤذن لصلاة الظهر ويمكث في المسجد إلى صلاة العشاء، ويقرأ الحزب ثم يرجع إلى بيته.
ومن القصص التي تروى عنه أنه “كان له تلميذ يقوم بمؤنته يحلب له ناقة كل ليلة إذا رجع من المسجد، فجاء ذات ليلة ـ وقد أغير على الحي فلم تبق به راغية ـ فسأل التلميذ عن اللبن على عادته، فقال: ألم تنهب الإبل؟ فقال: ومتى ذلك؟ فقال: اليوم، فقال: من نهبها؟ فقال: بنو فلان، فقال: كم نهبوا؟ فقال: مائتي نافة حلوبة، فقال معاذ الله منهم إذ يأخذون هذا العدد من الدنيا، ولم يبال ولم يتأثر”.
ومن الحكايات الزهدية التي أثرت عنه حسب ما نقل “المختار ولد حامد” أنه اشترى حديقة ثمينة، فلما أزهت ادعى بائعوها أنها حبس، فقال لهم: لكم الثمن والحديقة باقية على حبسيتها ولم يطالبهم بالحجة .
وفاته:
توفي ـ رحمه الله- سنة 1329هـ وخلفه على التربية ابنه الشيخ الغزواني(ت1386هـ)، ودفن في “آدرار” بين “أحسي اللب” و”أحسي الطوب”.

مقالات ذات صلة