خواطر …/ عن رحلتي إلى بومديد…(2) / الشريف بونا
.نواكشوط 11 مارس 2021 ( الهدهد.م .ص)
إنطلقت بنا الحافلة الساعة الثالثة والنصف بالتحديد وكان عدد ركابها ثمانية أشخاص وتاسعهم السائق الذي عرج بسيارته يمينا الى محطة البنزين حيث تم في بضعة دقائق نقل البنزين من خزان المحطة الى خزان السيارة …
فبدأت الخطوة الثانية من الرحلة بالأنطلاقة الفعلية لها، ودب معها هاجس القلق الذي يحتل مساحة كبيرة في نفس من يجعل بين ناصيتيه شرق البلاد مسافرا ، إلا في أوقات الصلاة التي أمرنا الحق سبحانه وتعالي بها في قوله جل من قائل ( فول وجهك شطر المسجد الحرام )..
فما تتناقله يوميا وسائل الاتصال من حوادث سير على هذه الطريق، جعل الكثير من المواطنين أصحاب الحاجات يعزف عن السفر عبرها فبعضهم يطبق المقولة المشهورة ” كل الطرق تؤدي إلى روما ” ، فيلجأ لقطع مسافة طويلة “روصو بوكى الاك” والبعض الآخر” أكجوجت اطار تجكجة كيفه”..!! .
نعود إلى الحديث عن الرحلة من داخل الحافلة , حيث بدأ مع انطلاقتها كل ركاب ينشغل بتحصين نفسه بقراءة ما تيسر له من القرآن الكريم .
أما السائق فبدأ بمشوار طويل من الصعود والهبوط اتضح أنه تعود عليه كلما شاهد إشارة ” قف”، وفي هبوطه وصعوده طلاسم والغاز لا يستطيع كشف ما وراءها إلا من عايشها عن قرب …؟!!
بعد اجتياز مسافة من الطريق كان على المعقد الذي عند يميني رجل عمره زاد على ستين سنة فأردت من خلاله أن نطبق الحديث “إذا آخى الرجل الرجل فاليسأله عن اسمه واسم أبيه ” وزاد الموريتانيون قبيلته وجهته…!!
اما انا فابلغت الركاب باسمي وباسم ابي وعشريتي رغم أن كلامي يتقطع بحسب تقعرات الطريق التي ذكرتني بقول الشنفرة في وصفه لقلب الجبان:
ولا خرق هيق كأن فؤاده* يظل به المكاء يعلو ويسفلو *
” يتواصل”