رأي : لماذا عقدة الهوية والهروب الى الخلف …/ د. مصطفى فاتي
نواكشوط 11 مارس 2021 ( الهدهد. م.ص)
كيف لمجتمعنا أن يتطور وينافس ويزاحم الأمم الأخرى في مضامير العلم والريادة والاقتصاد والتكنلوجيا وأنماط الحكم الرشيد…وهو رهين نزعة ماضوية مستحكمة في وجدانه تمنعه حتى من إدراك متغيرات اليوم واحتماليات متغيرات الغد ؟.
لماذا لا نتخلص من عقدة الهوية ؟.
ما قيمة إثبات أو نفي عروبتنا أو بربريتنا أو حبشيتنا ونحن في الواقع لانساوي أي شيء في منطق عالم اليوم ؟
إننا لو اختفينا ، فجأة ، من الكرة الأرضية لما كان لاختفائنا أي أثر سلبي على العالم .
لماذا نشغل انفسنا بعنتريات ونزاعات لن تزيدنا قيمة ولن نقدم من خلالها خدمة للإنسانية. إن بعض مثقفي محيطنا العربي يجهل حتى موقعنا على الخارطة ويتجاهل انتماءنا لعروبة واقع حالها الراهن لايسر إلا العدو ؟.
أليس لنا في اليمن ، وهو أصل العرب وموطن حضارة سبأ ، معتبر ؟.
مشكلتنا ليست مع الهوية ، فمن أراد أن يكون مضريا فل يكن ومن أراد أن يكون عبسيا فليكن ومن أراد أن يكون حبشيا فليكن ومن أراد أن يكون فلانيا أو ولفيا فليكن ومن أراد أن يكون بربريا فليكن ومن أراد أن يكون حميريا فليكن، ومن أراد أن يكون مدريديا فليكن ومن أراد أن يكون برشلونيا فليكن.
مشكلتنا مع التنميه مع البناء مع التقدم والإزدهار، مع التعليم مع الصحة مع الزراعة مع العدالة مع المساواة وهذه لاتحتاج إلى هوية من أي نوع ولا تفيد فيها.
المهم والمفيد أن نؤمن بموريتانيا وطنا لانملك غيره ولن يبنيه غيرنا، موريتانيا تسودها العدالة والمساواة والأخوة والمحبة والوطنية والإنصاف وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
⟨في الواقع لا شرف أعز من الاسلام⟩