الترجمة الثامنة عشرة: شذرات من حياة بعض علماء موريتانيا…/ د .أحمدو ولد آكاه

نواكشوط 27 فبراير 2021 ( الهدهد.  م. ص)
الطالب محمد بن الطالب عمر البرتلي:
نسبه: هو الطالب محمد بن الطالب عمر الخطاط بن محمد نض (محمدنا لل) ابن الطالب جبريل بن يحيى بن علي بن إبراهيم بن تكد نض… ينتهي نسبه إلى كرك الأنصاري ثم البرتلي نسبا الولاتي وطنا.
مولده ونشأته: ولد “الطالب محمد” سنة 1091هـ فرأى النور في مدينة “ولاته”، تلك المدينة التي أنجبت أكابر العلماء والفضلاء، في وسط يفترض أن يكون تلقى فيه أوليات المعارف الإسلامية والعربية على يد والده ليتابع دراساته المعمقة فيما بعد كما دأب عليه أهل هذا القطر.
دراسته وشيوخه:
درس الرجل بداية على والده “الطالب عمر” (1028-1107هـ) علم أصول الدين وأخذ الفقه والفرائض عن “الحاج أحمد بن اند عبدالله الولاتي” و”القاضي عبد الله ابن أبي بكر الولاتي” و”الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى القلاوي”، كما تلقى المنطق والعروض عن “سيدي محمد بن موسى بن إيجل الزيدي”.
تصوفه:
من المهم أن ننبه إلى أن صاحب الترجمة أخذ الطريقة الشاذلية عن شيخه “سيدي أحمد بن محمد عمر الشهير بالتواتي” (ت: 1138هـ) عن “سيدي أحمد بن عبد القادر” عن “سيدي محمد بن ناصر الدرعي.
وقد أورد صاحب فتح الشكور سند “الطالب محمد” في الطريقة إلى أن أوصلها “علي بن أبي طالب” – رضي الله عنه – مبينا أنه نقل الإسناد من خط المترجم له الذي وصفه بأنه “شخصية في علم السر ولم يترك مثله فيه”.
وممن أخذ عن “الطالب محمد” رجل ترجم له في فتح الشكور يدعى “مسربوب الزغراني التنبكتي”.
مؤلفاته وآثاره:
خلف صاحبنا آثارا مهمة في مجالات مختلفة من أبرزها:
– مقدمة في التوحيد سماها: “جوهرة الإرشاد”.
– قصيدة في نقل الهمز ووصله.
– أجوبة في الفقه.
– اختصار “خواص الحيوان” من حياة الحيوان للدميري في نحو كراستين.
– تأليف في علم الحساب.
– شرح باب التربيع من علم السراج في علم الفلك للأخضري.
– أشعار متفرقة منها قوله في الوعظ:
مَالِي عَلى اللَّهْــوِ واللّـذات واللعِــبِ
عَكَفْتُ ويْــحي فَما يَكــــونُ مُنقَلَبِي
ولَّى الشَّبابُ وأَقْبَلَ المَشـــــيــبُ ولَمْ
أفِــــقْ ولسْتُ بِذي عِــــلْمٍ ولا أَدَبِ
قَــــدْ يَنقَضي اليَوْمُ ثُمَّ اليَوْمُ يَتْبَعُــــهُ
شَهْرٌ وعامٌ بَــــل اعْـــوامٌ ولَمْ أَتُبِ
مُرْخي العِنانِ بِرَوْضَةِ الْهَوَى ولَقَــدْ
سَوَّدْتُ في نَيْلِها وِقْرًا مِن الْكُـــتُبِ
أَظَـلُّ خَلفَ الأَمانِي وَالْهوَى حَكَمِـي
وَلِلْمُحالِ مِن الْأَيَّـامِ فـــي طَـــلَبِ
مكانته العلمية والأخلاقية:
يتحلى صاحب الترجمة بقيم علمية وأدبية وأخلاقية عديدة على الأقل من خلال ما كتبه المترجمون له خاصة مؤلف فتح الشكور الذي أكد أنه كان “أستاذا فاضلا جليلا عالما فقيها متفننا ماهرا في علم أصول الدين والمنطق والعروض والقوافي، وله اليد الطولى في العربية والحساب وعلم السر موصوفا بذلك مشتهرا به، مفتيا مدرسا، أفنى عمره في تعليم العلم وتعلمه ومطالعة الكتب والتفسير والحديث…”.
أما “المختار ولد حامد” فقد وصف “الطالب محمد” بأنه: “العالم المتفنن الفقيه الحسابي الفلكي الشاعر”.
وفاته: توفي ـ رحمه الله تعالى ـ عند أذان المغرب ليلة 14 رمضان 1165هـ.

مقالات ذات صلة