الترجمة السابعة : شذرات من حياة بعض أعلام موريتانيا…/ د. أحمدو ولد آكاه

 

 

نواكشوط15 فبراير 2021  ( الهدهد . م.ص)

* أوفى بن الفغ مصر الألفغي*

نسبه: هو المصطفى الملقب “أوفى” بن أبي بكر بن عبد الله بن الفغ مصر ابن محمد بن حبيب الله بن موسى الشمشوي الألفغي ثم الهنضي،أمه: بنت وهب بنت متيلية من قبيلة إَدَوْدَنْيَقُبْ الشمشوية هي الأخرى.
مولده ونشأته:
ولد “أوفى” بأواسط منطقة “إيكيدي” بولاية الترارزة سنة 1237هـ في أسرة عريقة معروفة بالعلم والصلاح حيث كان جده “الفغ مصر” من الصالحين المشهورين، تحكى عنه الكرامات العجيبة والخوارق الغريبة، أما والده دنية فكان بحرا في العلوم كلها، واشتهرت أمه وجدته من أمه: مية بنت اعبيد الألفغية بتدريس القرآن الكريم، وقد حفظه على يديهما في وقت وجيز.
وقد حصل مبادئ العلوم الشرعية واللغوية على والده ثم ذهب – كما هي عادة الشناقطة – لأخذ العلم خارج محيطه الأسري، وكانت تظهر عليه علامات الذكاء والعبقرية.
دراسته وشيوخه:
تنقل “أوفى” بين المحاظر فقرأ على “محنض بابه بن اعبيد الديماني”، كما درس الفقه في محظرة “الحاج الكتاب”، وأخذ النحو عن “أبي بكر بن فتى الشقروي” ت1324هـ ، كما أخذ عن “المرابط محمذفال بن متالي” الذي يعتبر شيخه الحقيقي، وظلت الاتصالات قائمة بينهما، وأخذ عنه الطريقة الشاذلية، فصار بذلك شيخه الروحي.
اعتمد بعد ذلك الشيخ الطبيب في تحصيل العلم على عبقريته الفذة بالإضافة إلى النظر والمطالعة خاصة إبان خلوة له بمكتبته، وهي خلوة انفرد فيها، وظل يطالع كتبه معتزلا الناس مدة ستة أشهر حتى “فتح” الله عليه في سائر العلوم حسبما تقول المصادر، وكان “أوفى”على علمه وطبه وقضائه من المتصوفين الورعين.
مكانته العلمية:
طغت شهرة “أوفى” بالطب على سواها من المجالات، فأوفى وإن كان منتهيا في علم الطب إلا أنه كان موسوعة في جميع العلوم من قرآن، وفقه، ولغة، ونحو، وشعر، حيث خرج من خلوته الآنفة الذكر يتقن نيفا وثلاثين فنا ليس علم الطب منها، وسأله بعض تلامذته كم كتابا تحفظ ؟ فقال: لو أحرق ما في القبلة من الكتب لأمكنني سرده .
وكان يسأل عن مسألة فيقول هي في الصفحة كذا من الكتاب الفلاني قبل وبعد كذا.
وظائفه:
كان “أوفى” يشتغل بالطب وبالقضاء، فقد رتبته قبيلته للقضاء فحكم في مسائل متعددة ما تزال تفاصيلها عند الجميع، ولا غرو فأوفى عالم جليل وصالح وطبيب بارع تحكى عنه حكايات غريبة، وكان لا يأخذ أجرة على طبه من الفقراء، أما الأغنياء إذا أعطوه أخذها، وإذا لم يعطوه لا يطالبهم بشيء.
ويقال إن “أوفى”: أتى شيخه ابن متالي فسأله: هل ألفتم في الطب ؟ فأجابه “أوفى” بنعم، فهل يجوز لي ذلك؟ فقال: بل يجب عليك.
مؤلفاته وآثاره:
ترك الطبيب “أوفى” مؤلفات مهمة أغلبها في الطب، ومن تلك المؤلفات:
1- نظم مفيد في خواص أسماء الله الحسنى.
2- مجموعة فتاوي جمعها من أجوبة شيخه “محمذن فال بن متالي”.
3- أنظام متفرقة في الفقه.
4- نظم في العروض: عبارة عن بيتين في كل بحر من البحور الخليلية موضوعها التضرع إلى الله تعالى.
5- عمدة الطبيب: نظم يبلغ حوالي 1220 بيتا في الطب.
6- قواعد التدبير: وهو نظم يبلغ حوالي 95 بيتا وموضوعه تدبير الصحة.
7- علاجه: رسالة نثرية يذكر فيها الأمراض بمسمياتها في اللهجة الحسانية، وأدويتها الموجودة في البلاد.
8- أجوبة في الطب سأله عنها شيخه “الحاج ولد الكتاب”.
9- أجوبة في الطب للهادي العلوي .
وفاته: توفى أوفى سنة 1300هـ، ودفن بمقبرة “تَنْضَّبْ” الواقعة على بعد حوالي 25 كلم جنوب الكلم 80 على طريق الأمل .

مقالات ذات صلة