سير ذاتية للعلامة محمد بوكس…/ نقل عن صفحة اهل بوكس وتاريخهم
العلامة محمد بوكسه بن الحاج محمد أحمد العلوي
هو العلامة والقطب الكبير والولي الشهير محمد بوكسه بن الحاج محمد احمد بن المختار بن يعقوب بن محمد بن اندموكي العلوي ويعود لقبه ببوكسه إلى كساء كان يجعله رداء يضعه على كتفيه دائما وكانت زوجته تستحي من تجريد اسمه على عادة الموريتانيين لذلك صارت تطلق عليه بوكسه وهكذا مع مرور الزمن أصبح معروفا بهذا اللقب.
اما فيما يخص ولادته اي بوكس فان التواريخ الموازية تدل على انه ولد في اواسط القرن الحادي عشر هجري لان الحرب الاهلية في شنقيط بدات 1066هجرية وهو رحل قبلها بقليل ثانيا لان الواصلين لمدينة تجكج من شنقيط نزلوا بها 1660 ميلادية حوالي 1080 هجرية.
وعيله تكون ولادة ابي الكساء حوالي 1040 من هجرة الحبيب عليه الصلاة والسلام الموافق 1630م
ولد محمد بوكسه رحمه الله في شنقيط في بيئة علمية أصيلة إذ كان أبوه محمد أحمد عالما، وكان جده لأمه محمد بن القاظي كذلك، وهو شيخ تشمشه وأول من بث العلم في منطقة “الكبله” وكان خاله سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي المعروف بابن رازكه عالما وشاعرا، فتضلع محمد بوكسه علما من بيئته التي نشأ فيها، وهاجر من شنقيط خوفا من الفتنة و تنفيذا لوصية والده محمد أحمد الذي خرج منها هو الآخر قبل الحرب الأهلية التي وقعت هناك، وكان أوصاه بالخروج من شنقيط إذا رأى الماء يسيل من الرحى، فتوجه محمد بوكسه وجهة والده المتوفى قرب “الغبرة” في آفطوط بمقاطعة “باركيول” بولاية لعصابة، ليستقر به المقام بقصر السلامة “كنديكه” وفي هذه المناطق كان لأبيه عهود على اولاد العربية بتوفير الأمن ودفع غرامة له وأبنائه من بعده وربما هذا هو سبب اختياره لهذه الوجهة وكان له هو أيضا مغرما على قبيلة ادوعيش كل هذا وفر لهم مكانا آمنا مستقرا تلجأ إليه عامة الناس لطلب العلم والأمان
ولعل الكثير من الناس ينسون ان اول من ان اسس مدينة قصر السلام مع ابي الكساء هو والد مجموعة الاقلال الموجودين حاليا بجفن الطالب سيد الامين قبل ان يلتحق بهم الطلب مصطف وكان اصغر منهم بكثير
“قصر السلامة” التي توجد آثارها عند سفح جبل “كنديكه” غربي قرية لقليب اصغير جنوب مدينة بومديد على بعد 7 كيلومترات وهي المحظرة التي تخرج منها أغلب علماء المنطقة.
كان محمد بوكسه رحمه الله يوجه القادمين إليه إلى الطالب مصطف رغبة منه في ظهوره ، ومع ذلك فقد أرسى رحمه الله دعائم فصيلة “أهل بوكسه” المسماة باسمه.
وقد ذاع صيت محمد بوكسه واشتهر حتى صار علما على والده الحاج محمد أحمد الذي يقول عنه صاحب الوسيط، في مجال اعتنائه بالحج “وقد بلغنا أن الحاج محمد أحمد والد أبى الكساء حجج أربعين نفسا من غير عياله أنفقها وكساها لوجه الله” ويحكى أن شبابيك البيت شهدت انفراجا عجيبا عند قدومه لأداء الحج، وفي ذلك يقول أحدهم بالشعر الحساني الدارجي:
أحمد شكر ماه محتاج بيه المثن فيه الحاج
كلاع الربكات ألَصْناج جمع القضاة اكْنَعال
حجْ أحَجَج كم من حَجَاج باب الشبَيك اتفشكال
وقد توفي محمد بوكسه رحمه الله قبل الطالب مصطف الغلاوي الذي توفي 1139 هجرية اي 1726م حسب حوليات ولاة اما بوكس فان وفاته حسب ما استقينا من كبارنا فكانت قبل ذالك بحوالي 18 سنة اي 1708ملادية 1121 للهجرة.
بعد رئيا قيل لمحمد انه سوف يتوفي وأنه يوضع على ظهر ثور معين وسيذهب به بين ميل وميل ثم يحفر بقدمه فإذا حفر فذاك هو مكان قبره وعرف إثر هذا الحلم ما يسمى الآن “بنكالي” بالكاف المعجمة اي (قيل لي) و “ميل ميل”.
ويوجد ضريحه في مقبرة “ميل ميل” عند منتصف الطريق الرابط بين مدينتي كيفه وبو امديد بولاية لعصابة على بعد 45 كيلومتر شمال مدينة كيفه.
وكان محمد بوكسه رحمه الله أول من دفن في تلك المقبرة، وقد مرت فترة طويلة ولم يدفن في قبلته أحد احتراما لمكانته لذلك لقب باللهجة الحسانية ب”إمام لرياظ” وتعني إمام المقابر التي هي رياض من رياض الجنة إن شاء الله، وكان الطالب مصطف يقول له أنت إمامنا في الدنيا والآخرة وقد يكون ذلك هو السبب الذي جعل الناس تتجنب الدفن في قبلته.
خلف محمد بوكسه رحمه الله ستة أبناء هم
الطالب محمد،
والطالب عبد الرحمن، انبابه
والطالب أحمادو
والطالب سيدي إبراهيم المبارك،
والطالب الصغير
والطالب اخيار وهذا الأخير لم يعقب فرحم الله الجميع رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته. آمين