كتبت د. أمكلثوم حامدينو في سجل تعازي الرفيق محمد يحظيه ولد البريد الليل
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله. على نبيه الكريم
( منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.).
صدق الله العظيم .
لئن غيب الثرى جثمان الرفيق المفكر و المناضل العصامي الاستاذ محمد يحظيه ابريد الليل فإنه لن يغيب ذكره المحفور فى قلوب كل أبناء وطنه الغالى .
ستحتضنه الأرض التى أفنى حياته فى خدمتها والدفاع عنها. لم يكن الفقيد مجرد رفيق عادى، فإن كان المؤسس فى الشرق ميشل عفلق، فقد كان المؤسس فى المغرب الكبير. زرع البعث نبتة صغيرة فى هذه الربوع، وسقاها بماء الإيمان والإخلاص والنقاء الثوري ورعاها بالعقل والحكمة و عمق التفكير وبعد النظر حتى اهتزت وربت وانبتت فى كل ذرة رمل ثمرة وفى كل صخرة زهرة فاستحق لقب المؤسس والمفكر والقائد من نضاله وشجاعته وصدقه ووفائه لوطنه وأمته ومبادئه. من ذلك استمد رمزيته التي أقر بها العدو قبل الصديق والقاصى قبل الدانى، وكان قبسا من نور أحترق ليضيء للآخرين ؛ فيه توفرت شروط العظمة وأوصاف العظماء فكان عظيما، كما توفرت فيه شروط الزعامة واوصاف الزعماء فكان زعيما حفر اسمه باحرف من تبر فى سويداء قلب التاريخ فاحتفى به العظماء واوسعوا له مكانا بينهم.
لم يستطع الأعداء حجب ألقه والشمس لا تحجب الغرابيل نورها.
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، والهم الاسرة الكريمة ورفاق الدرب الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون.