رأي/ رمضانيات..ح5/ تكتبها امتو منت عبد المالك
( الهدهد .م .ص) اذاكا الأدب هو صوت الحياة فلابد ان يعكس كل الأمور التي تحدث أو تقال فقد قلنا في الحلقة الماضية ان المسلمين انقسموا بين من تقبل الصيام طائعا ومن كان منه متبرما ومن كان يغيظه احيانا ويدخل هاذا في باب الطرف والنكات
في زمن الخلفاء الراشدين لم تسجل مساجلات من هاذا القبيل كما ذكر بعض المحققين لكنه في زمن دولة بني أمية حين قل التشدد فسمع وقتئذ اشعاربعض المغيظين من الشهر الكريم المتبرمين منه ومن أولئك الفرزدق مستكثرا أيام رمضان
إذا ما انقض عشرون يوما تتابعت
أراجيف بالشهر الذى أنا صائمه
ودارت رقاع بالمواعيد بيننا
كما يلتقي مظلوم قوم وظالمه
ومن طريف مايروى في المجال أن أعرابياً دخل على زياد بن أبي سفيان وهو وال بالعراق في رمضان فقال له بعد ان استقر في مجلسه لقد حانت صلاة العصر
فأدرك زياد مايعنيه وقال له صل حيث أنت
قال الأعرابي ما أردت ذالك فقال زياد ماتريد ياأخ العرب
قال الأعرابي أتطعمون غداءكم وعشاءكم معا فضحك زياد وقال ألست صائما
قال الأعرابي
بلى إنني من أول الدهر صائم
وليس بغير الماء لي زاد مفطر
أديم مطال الجوع حتى كأنني
نسيت طعامي بين أهلي ومعشري
وخيل لي من وطأة الجوع أنني
سآكل درعي أو سآكل مغفري
ويصرخ بطني مستغيثا وشاكياً
فيسكته عن غير شىء تصبري
فأخذ زياد يضحك حتى كاد يستلقى على قفاه وقال للخدم قدموا له المائدة حتى لايأكل درعه
ومن الطريف ما ورد عن أعرابي فاطر لسبب شرعي حين سأله احدهم لماذا تأكل في رمضان الا تصوم ؟
فقال:
وصائم هب يلحاني فقلت له
أعمد لصومك واتركني لإفطاري
وأظمأ فإني سأروي ثم سوف ترى
من ذا يصير إذا متنا إلى النار