ومضة…/السباحة عكس التيار…/الشريف بونا

نواكشوط  10 ديسمبر  2020( الهدهد .م ص)

“السباحة عكس التيار ” مثل انجليزي ينطبق تماما على الكثير ممن زرع الله في قلوبهم اخطر داء من أمراض القلوب ” الحسد ” الذي جعل ابليس عليه لعنة الله يحيك خططه وحيله التي بها اخرج ابونا ٱدم عليه السلام من الجنة ..
فمن المعلوم مسبقا أن الله سبحانه وتعالى عندما امر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا كلهم اجمعون إلا ابليس امتنع عن السجود حسدا وتكبرا .
فمنذ ذلك الوقت أصبح الحسد من أفعال الشيطان الخفية في قلب الحاسد التي ينفذها بالحيل وكيد المكائد وخلق الحجج والذرائع والتخطيط لوضع المطبات في طريق المحسود على ما أسبغ الله عليه
من نعمه التي لا تحصى من مال وعلم وجاه ورجاحة عقل وقبول عند الآخرين .
فتلك النعم اذا أعطاها الله لمن زرع في قلبه الحسد يجعلها وراء ظهره، حيث لا يرى إلا ما عند الشخص الذي جبل على حسده والسباحة في التيار المعاكس لٱرائه ومواقفه في جميع الأمور الدنيوية .
فداء الحسد انتشر كثيرا في مجتمعنا خاصة بعد أن ابسط الله نعمه التي زينها للناس بقوله تعالى (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المٱب) صدق الله العظيم…
بيد أن الحاسد اذا من الله عليه بجميع هذه الشهوات فلن يراها لأن ضغينة الحسد تعمي بصر قلبه عنها ، ولا يرى إلا ماعند من يحسده فذلك حكم الله عليه ولا معقب لحكمه…
وبالمقابل فإن المحسود على نعم الله الكثيرة ينطبق عليه في تعاطيه مع الحاسد ومواقفه منه المثل الشعبي الذي يقول * زين نيتك واگعد فالمريره”.*
اجارنا الله وإياكم من أمراض القلوب بشكل عام ،ومن أخطرها في الدنيا, حيث تظل النار مشتعلة في قلب صاحبه تاكله كما تأكل الحطب، لا يهدأ له بال ، وفي الآخرة بالطرد من رحمة الله التي من طرد منها حرم من خير عظيم …وجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين..
و قد صدق قائل : (احسن كمامة ان تخيط فمك عن اعراض الناس و احسن تعقيم ان تعقم قلبك من الحقد )
حقق الله رجاءنا وشتت شمل أعدائنا…

مقالات ذات صلة