تنظيم امسية أدبية بمقر بيت الشعر في نواكسشوط

نواكشوط 16 اكتوبر 2020( الهدهد .م .ص)

نظم “بيت الشعر ـ نواكشوط” الخميس بقاعة النشاطات أمسية شعرية في إطار سلسلته “تراتيل الأصيل”.
وقد تعاقب على منبر هذه التراتيل ثلاثة شعراء من أجيال مختلفة وتجارب شعرية متباينة، وسط حضور متميز جمع مختلف الأعمار، وحضره شعراء ونقاد وإعلاميون. وبعد كلمة مدير جلسة التراتيل، منسق بيت الشعر الشاعر محمد إدوم التي رحب فيها بالجمهور وقدم شعراء هذا الأصيل ألقى الشاعر الدُّوه بنيوك المدير العام المساعد لمؤسسة المتاحف الوطنية بوزارة الثقافة ثلاثة نصوص شعرية هي: “عاد أيلول” و “مقام” و”أسطورة الصحراء” التي يقول فيها:
إني بشنقيط يا تاريخ فاروي لي
زور الأساطير أو صدق الأقاويل
ليلي تؤرقه أحلامه بغد
هل من عليم بأسرار التآويل
أرنو إلى سلفي في غفوتي فأرى
شيباً بأوجههم نور التهاليل
راموا السماء لحافاً والثرى نزلا
والنار عندهم أرقى القناديل
صحراء جرداء لا ماء ولا شجر
فيها يرام سوى زور التماثيل
قد لطفوا جوها من بعد قسوته
بالذكر في السر أو غرس الفسائيل
فازَّينت واكتست من خلعهم حللا
كأنها لبست زهر الأكاليل
ولئن تغنى الشاعر الدوه بمظاهر الصحراء فإن الشاعرة السالكة المختار قد ألقت ثلاث قصائد هي: “أنثى الغيوب” و”هطول” و”عشق مقدسي” الذي تقول فيه:
رَفْرِفْ كأجنحةِ
النوارسِ كالغمامْ
سِرْ كالبُراقِ هناكَ
و اسْبح في القتامْ
سِرْ ، هذه الأسحارُ
تحكي قصة المسرَى
حنينُ الليلِ
أسرابُ اليمامْ
فوق النيازكِ
كان صوتُ الوحي
يخترق الظلامْ
في القدس ميراث
عتيق للمحبة و السلام
واختتمت التراتيل الشعرية بالشاعر الشاب جدو فالي إنجيه الذي قرأ ثلاثة نصوص هي: “فهل إلى خروج من سبيل؟” و”أحبك جدا” و”خطوتان إليه” ومنها:
علَى
هَدْأَةِ الضَّوْءِ
يتْلو شقَاءَهْ
لِيمنَحَه الظِّلُّ بعضَ البَراءَةْ
صبِيٌّ
تجَعَّد بالذَّنبِ حَتَّى
تنَاهَشَ ذئْبُ الخَطَايا عَراءًهْ
وضَلتْ خُطُاه سواءَ السَّبِيلِ
فأُهْبِطَ في بُؤْرة من بَذاءَهْ
يُطارِده الرَّمْلّ
في كلِّ فجِّ
وفِي الدّنَسِ/الرِّجسِ يُهْدِرُ ماءَهْ
بعد الأمسية الشعرية أعطى بعض الشعراء والحضور انطباعاتهم عن تجربة بيت الشعر، والدور الذي يقوم به في الساحة الثقافية، وتمنوا لو طالت فترة الإلقاء الشعري التي عاشوا فيها أريحية الاستماع وتمتعوا فيها بهذه التجارب الشعرية المتميزة.

مقالات ذات صلة