ومضة …/ أصدق من هدهد…/ الشريف بونا
نواكشوط 28 سبتمبر 2020 ( الهدهد.م.ص)
مثل يحكى على السنة الناس مفاده أن الهدهد والغراب تنازعا على حفرة ماء، يدعي كلٌّ منهما ملكيتها، وعندما عجزا عن الحلَّ و طال امد النزاع اتفقا على أن يحتكما إلى قاضي الطيور، فذهبا إليه وسرد عليه كل منهما حجته .
فطلب القاضي منهما البينة علي دعواهما؛ مؤكدا أن مَن يمتلكها ستكون الحفرة من نصيبه
فنظرا إلى بعضهما طويلا و وجما حيث لم ينبس أحدهما بكلمة .
وعندما طال صمتهما، علم القاضي بأنه لا بيّنة لواحد منهما على الآخر!! .
فما كان منه إلا أن اصدر حكمه بملكية الحفرة للهدهد!!!
فقال له متعجّباً: لمَ حكمتَ لي بالحفرة سماحة القاضي ؟!
️فرد عليه لقد اشتهر عنك الصدقُ بين الناس، فقالوا: (أصدقُ من هدهد).
فسكت الهدهد لحظة، ثم قال: إنْ كان الأمرُ كما قلتَ، فإني والله لستُ ممن يُشتهَر بصفة ويفعل خلافها، هذه الحفرة للغراب.
و لئن تبقي لي شهرتي أفضل عندي من الف حفرة ..
العبرة المستخلصة من القصة هي أن
سُمعتك الطيبة هي رأس مالك، و هي قيمتك الخالدة، فتشبث بها وحافظ عليها واجعلها تدافع عنك في حياتك و بعد مماتك.
وكُنْ كما قال الشاعر في صدر بيته:
*قد مات قومٌ وما ماتت شمائلهم*
*وعاش قوم وهمْ في الناس أمواتُ*