محمد عبد الله ولد لوداعه بكتب : يوضح فترة إدارته لسنيم 2011 -2016
أود من خلال هذا المقال ان أتناول أهم الانجازات التي ميزت فترة إدارتي لشركة اسنيم و التي غطت الفترة مابين 28 فبراير 2011 و 01 ابريل 2016، وذلك من أجل إنارة الرأي العام، بعد نشر تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، و بطبيعة الحال سأقتصر على هذه الفترة
أولا وضعية شركة اسنيم
١- عرفت اسنيم في هذه الفترة تطورا عملاتيا منقطع النظير، لم تعرفه طيلة تاريخها الممتد على خمسة عقود، على جميع المستويات، محققة ارقام قياسية و متجاوزة الحاجز النفسي لبيع 12 مليون طن سنويا و الذي ظل عصيا على الشركة الوصول اليه طيلة نصف قرن من تاريخها، حيث حققت اسنيم مبيعات اكثر من 13 مليون طن سنتي 2013 و 2014 و هي اعلى مبيعات في تاريخها من ناحية الكمية السنوية حتى الآن ) اكبر مبيعات قبل ذلك كانت 11,8 مليون طن في سنة2007 (0
٢- كما انتجت اسنيم سنة 2014، مايزيد على 13,3 مليون طن محققة رقما قياسيا، حيث كان اعلى انتاج وصلت اليه في تاريخها 12 مليون طن مرتين، في سنتي 1974 و 1989
٣- عرفت عملية نزع الاتربة المعدنية و التي كانت من اكبر عراقل الانتاج المستديم لشركة اسنيم لعدة عقود تطورا كبيرا في هذه الفترة حيث قفزت من 94 مليون طن ) اعلى رقم سابقا سنة 2009( الى 130 مليون طن سنة 2014
٤- حققت المصانع هي الاخرى ارقاما قياسية في النتاج لم تحقق طيلة تاريخ الشركة
مصنع الكلب : 5 مليون طن سنة 2014 –
منشآت تيو١٤: 4,5 مليون طن سنة 2013 –
مصنع انواذيب : 8,2 مليون طن سنة 2013 –
٥- كما حققت السكة الحديدية و الميناء أعلى مستويات من النقل و التفريغ و الشحن في تاريخ الشركة
٦- تم في نفس الفترة تطوير و تحديث آليات الإنتاج والتي رفعت من فعالية الشركة و مكنتها من تجاوز فترة ازمة الاسعار باليات حديثة ذات جودة عالية و التي بدونها كانت الشركة ستواجه مخاطر اكبر من الناحية العملاتية و ضغطا على الخزينة من اجل الصيانة و الاقتناء
٧- استفادت المصادر البشرية للشركة هي الاخرى في نفس الفترة، من مكاسب هامة و قياسية سواء من ناحية التكوين المستمر داخليا )عن طريق مركز التكوين المهني في ازويرات( أو خارجيا أو من ناحية التدرج في الرتب و المسؤوليات) 15-20٪ للسنة تغيرت وضعيتهم (، أو من ناحية الامتيازات )زيادة الاجور و العلاوات (، أو من ناحية المكاسب الاجتماعية الاخرى لاول مرة ) اشهر الاعياد، تخفيض المواد الغذائية (، الغذائية
كما استعادت الشركة في نفس الفترة سياسة التسيير الاستشرافي للمصادر البشرية
و في هذا الاطار وضعت الشركة خطة إطار (Gestion prévisionnelle du personnel) التي غيبت لعقود، المهارات و العمل
Cadre de Gestion Prévisionnelle des Emplois et Compétences (GPEC)
و الذي يمكن الشركة مي اخذ التدابير المستقبلية لتكوين حاجياتها من العمال الضرورية لاخذ مكان المتقاعدين و تشغيل المنشآت الجديدة باعتماد هذا الموديل الديناميكي
و تبين كل هذه النقاط الآنفة الذكر ان ثقافة الشركة تعززت خلال هذه الفترة
٨- تم في نفس الفترة انصاف مئات العمال البسطاء الذين ظلوا لعقدين من الزمن في نفس الدرجة المهنية
٩- لا يمكن مقارنة أعباء شركة منجمية كشركة اسنيم بدون اعتبار تطور اسعار مكوناتها المتغيرة كالمحروقات و كميات نزع الاتربة المنجمية، و هنا تجدر الاشارة الى ان سعر المحروقات تضاعف مابين 2009 و 2011 حيث قفز من136 أوقية لليتر إلى 266 و 292 سنة 2012 و295 سنة 2013 و 278 سنة 2014
(Terrassements) كما أن كمية نزع الاتربة المنجمية
ارتفعت من 94 مليون طن سنة 2009 الى 130 مليون طن سنة 2014 أي بنسبة 38٪
أن تجاهل هذه المعطيات من بين أخرى )قطع الغيار التي تصاعدت اسعارها بفعل تصاعد سعر الصلب وزيادة الطلب، تحسين ظروف العمال ( تجعل المقارنة في هذه الحالة مفتقدة للموضوعية
١٠- مع تصاعد اسعار المحروقات المشار اليه آنفا و اسعار قطع الغيار ، بقي سعر التكلفة للطن في مستوى تنافسي كبير نتيجة الإنتاجية التي ارتفعت )عكسا لما ورد في التقرير( التي مكنت الشركة من الاستفادة من طفرة السوق ببيع كميات غير مسبوقة من الحديد ،كما ان تحليل الكلفة يبن ان الارتفاع حصل فقط في الإهلا كات نتيجة تحديث آليات الإنتاج او في كلفة المنجم نظرا للزيادة الكبيرة في كميات المسح المنجمي و مع كل ذلك تبقي هذه الكلفة أقل من دولارين لكل طن من المسح المنجمي رغم تضاعف سعر المحروقات و يعكس هذا التحكم الكبير في كلفة الإنتاج.
كما انخفضت كلفة الانتاج الإجمالية في 2015 إلى 36 دولار للطن أي بنسبة 30٪0و هو ما يعكس بجلاء نجاعة خطة الشركة في تقليص الكلفة لمجابهة ازمة انخفاض سعر الحديد.
١١- شهدت الاحتياطات الجيولوجية هي الأخرى في هذه الفترة، زيادة كبيرة نتيجة ديناميكية البحث الجيولوجي التي خلقت الظروف الضرورية لضمان ديمومة الانتاج على المدى المتوسط و البعيد، حيث ازدادت احتياطات الهماتيت بما يزيد على 100 مليون طن من الخامات الغنية بينما عرفت احتياطات مناجم المكناتيت زيادة ب 1,2 مليار طن من الخامات المغناطيسية (قلب تيزرقاف).
و يعتبر حجم الاحتياطات المنجمية المؤكدة من أهم المؤشرات في مجال المناجم لما لها من بعد استراتيجي للشركات المعدنية
نشير إلى أن هذه الاحتياطات كانت في سنة 2011 : 80 مليون طن من الهماتيت و 450 مليون طن من المكناتيت
١٢- تتولى الادارة التجارية في باريس المفاوضات التجارية مع الزبناء، متبعة في اطار صلاحياتها المعروفة معايير فنية
مكتوبة ثابتة و شفافة، بدون أي تدخل خارجي و هو ما أكده المدير التجاري للشركة في الرسالة التي ارسل الى اللجنة
-١٣- ان زيادة الانتاج و المبيعات في هذه الفترة مكنت الشركة من الاستفادة بصفة كبيرة من طفرة الاسعار بزيادة رقم الأعمال و هامش الربح الصافي الذين وصلا مستويات غير مسبوقة في تاريخها
١٤- عرفت هذه الفترة كذلك، زيادة صلابة الشركة من الناحية المالية حيث ارتفع رأس مالها من 12 مليار أوقية سنة2012 إلى 183 مليار أوقية سنة 2013، كما ازدادت رووس الأموال الذاتية للشركة في نفس الفترة ب مليار دولار
لقد مكنت هذه الصلابة المالية، الشركة من تجاوز فترة الانخفاض الكبير لاسعار الحديد ) أقل من 40 دولار للطن ( بالحفاظ على جميع عمالها و تسديد الديون و مستحقات الدولة و الموردين
كما سددت اسنيم في نفس الفترة ما يقارب أربعة مائة مليون دولار من ديونها السابقة بما في ذلك تسديد مسبق لكل الدائنين الذين قبلوا ذلك
١٥- ساهمت الشركة في هذه الفترة بنسبة معدل 23٪ في ميزانية الدولة )الضرائب و الربحات(، و بنسبة 20٪ في الناتج الداخلي الخام و بنسبة 46٪ في ميزان المدفوعات و هي كلها مستويات قياسية
كما استفاد العمال من هذه النتائج بتحسين قدرتهم الشرائية )زيادة الاجور و العلاوات الإستثنائية( فضلا عن تحسين إطارهم المعيشي كالمستشفيات، الماء، الكهرباء و التموين
١- انعكست كذلك هذه النتائج على الساكنة في محيط نشاط الشركة عن طريق الهيئة الخيرية التي بنت المستوصفات و٦ المدارس و وفرت الادوية و سيارات الاسعاف و اللوازم المدرسية بالاضافة الى منشآت المياه في القرى الموجودة على السكة الحديدية
إن وضعية كهذه و نتائج إستثنائية كالتي ذكرت بالتفصيل، درت بالخير على الشركة بتعزيز قدرتها المالية و بتحديث آليات انتاجها وبزيادة احتياطاتها الجيولوجية و على عمالها و على المساهمين و على الدولة، لجديرة بالاعتراف في قاموس الإقتصاد، بدل استغلال عمل اللجنة من طرف البعض لتصفية حسابات شخصية بتزويدها بمعلومات خاطئة، قصد تشويه آخرين لأغراض مبيتة و لكن ما دام ذلك يستهدف الأشخاص فقط و ليست المؤسسات ذات الطابع الرمزي للدولة فلا باس، لأن كل شركاء الشركة من مساهمين و ممولين و زبناء يعرفون جيدا حقيقتها لتوفرهم على كل المعلومات و البيانات و مشاركتهم في كل القرارات التي اتخذت ( بالنسبة للمساهمين و الممولين ) و التي لايمكن تنفيذها بدون موافقتهم
قال تعلى جل من قائل : بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق (الأنبياء
ثانيا : نظام الصفقات
— أستثني الأمر القانوني 90-09 بتاريخ 04 ابريل 1990 المتعلق بالنظام الأساسي للمؤسسات العمومية و الشركات١ ذات رأس المال العمومي، كلا من البنك المركزي الموريتاني و شركة اسنيم من مجال تطبيقه و ذلك في الفقرة الثانية من مادته الثالثة حيث ينص على ما يلي : يتم استبعاد من تطبيق هذا الأمر القانوني كلا من البنك المركزي الموريتاني و الشركة الوطنية للصناعة و المناجم.
٢- ترتبط شركة اسنيم منذ ١٩٧٩ باتفاقية خاصة مع الدولة، تحدد امتيازاتها الجبائية و المالية و القانونية و الادارية بعد فتح رأس مالها لمساهمين مؤسسين عرب حيث اصبحت شركة ذات اقتصاد مختلط ، و تتبع الشركة منذ اربعة عقود، نظام تسيير القطاع الخاص عبر الهيئات المعروفة : الجمعية العامة ، مجلس الادارة، اللجنة التنفيذية و الادارة العامة
كما تطبق اسنيم منذ عقود النظام المحاسبي العالمي ‘أفرس’ و يتولى أحد اكبر مكاتب التدقيق المحاسبي في العالم عمليات تدقيق حاسباتها ‘أرنست أند يونك
٣- تتم الصفقات على أساس نظام محدد هو نفس النظام المتبع منذ عدة عقود عن طريق لجنة المشتريات و لجنة الاستثمار و اللجنة التنفيذية للصفقات بالنسبة لتلك التي تدخل في اختصاصها و التي تحيل بدورها محضرها لمجلس الادارة للموافقة عليه
٤- يشترط الممولون موافقتهم على شروط المناقصة و على نتائج تقييم العروض و تحديد الفائز بالنسبة لجميع العقود و المشتريات الممولة من طرفهم
و بطبيعة الحال لن يقبل الممولون الذين يهدفون الى استرجاع قروضهم أي صفقة لم تتم طبقا لمعيار الشفافية و حسب المسطرة المعروفة و المتفق عليها
ان شركة اسنيم كشركة عريقة لها نظام و مساطر قانونية داخلية و مسؤوليات محددة لكل هيئاتها تجعل العمل عملا -٥ جماعيا منظما و انسيابيا و يبقى دور الشخص فيها أيا كان محدودا و كل يعرف مسؤوليته بدقة
ثالثا نقاط مختلفة
١- أنجزت اسنيم لصالح الدولة و على نفقة هذه الإخيرة مصنع البواخر في انواذيب و مصنع الاعمدة الكهربائية في الاك و الذين يقومان حتى الآن بدور كبير في تنمية البلد و سددت الدولة كل تكاليف المصنعين للشركة ، كما ساهمت في بناء مصنع أنابيب المياه في كيفة و ساعدت بخبرتها الفنية في تشغيل مصنع الألبان في النعمة
إنه من المهم ان تستفيد الدولة من خبرة اسنيم في تنفيذ المشاريع و لم تكن هذه الاستفادة على حساب اسنيم كما ان هذا الدور ليس جديدا حيث تولت شركة اسنيم في التسعينات من القرن المالضي تنفيذ مشروع انارة ثلاثة عشر مدينة لصالح الدولة تضمنت مدينتي النعمة و تمبدغة التي تبعد 1800 كم عن مقرها
٢- ان هذا الدور التنموي في البلد تقوم به كل الشركات المماثلة لشركة اسنيم بل بدور أكبر منه بكثير و أبسط مثال على ذلك الجامعة المتعددة التقنيات في المغرب الممولة من المكتب الوطني للفسفاط والتي تشرف عليها خيريتها
إن التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لأي بلد ترجع بنتايج ايجابية على كل الفاعلين الاقتصاديين الخصوصيين و العموميين بالاضافة الى أن دور الشركات الخصوصية في التنمية الاجتماعية أصبح معيارا لحسن الحكامة على المستوى العالمي و كذلك عند الممولين الدوليين
ونشرت اسنيم أول تقريرلمسووليتها الاجتماعية و البيءية سنة2015٨ (Responsabilité Sociétale)
٣- إن بناء فندق شيراتون انواكشوط ليس خارجا عن إطار نشاط الشركة، لان مجموعتها تضم منذ الثمانينات شركة للفندقة و السياحة و التي توجد في لائحة الشركات الفرعية لاسنيم كما يبين ذلك تقرير اللجنة Somasert
إن لهذا الفندق قصة قديمة و عجيبة، بدأت منذ أكثر من 25 سنة عندما أعطت الدولة لسنيم سنة 1995 ملكية مؤقتة لقطعة ارضية مساحتها 9,5 هكتار محاذية لقصر المؤتمرات ، لبناء فندق خمس نجوم في انواكشوط و ذلك بمرسوم رقم 052-95 بتاريخ 27 نوفمبر 1995. و بدأت أول محاولة جدية لتشييد الفندق المذكور سنة 2006 عن طريق شراكة بين شركة اسنيم و مجموعة خرافي الكويتية تكللت بإنشاء شركة يوم 11/07/2007 ، ليتم وضع الحجر الاساس للفندق يوم 12/07/2007 بعد أن تنازلت اسنيم عن القطعة الارضية لشركة خرافي بطلب من الدولة.
الا ان الأشغال لم تبدأ و لم يرى المشروع النور قبل أن تنسحب مجموعة خرافي من المشروع في سنة 2008 لتعذرها وجود مؤسسة دولية مستعدة لتشغيله بعد تراجع اهتمام آكور.
و تم وضع حجر الاساس مرة ثانية للفندق في 23/11/2015 و الذي تعاقدت اسنيم لتشغيله في اطار شراكة مع مجموعة شيراتون الدولية.
سيمكن هذا الفندق بعد تشغيله من جلب المستثمرين و من تزويد عاصمتنا بأول فندق خمس نجوم في الوقت الذي تقص به عواصم البلدان المجاورة بعشرات الفنادق من نفس الطراز
و اتذكر في هذا المضمار انه على هامش حفل وضع الحجر الاساس قال لي مسؤول سامي في الدولة آنذاك : “الا بسم الله الرحمن الرحيم، هنا وضع حجر أساس قصر الشعب و هنا وضع حجر أساس هذا الفندق مرتين قبل الآن…”
ولعل اللجنة نست ان تأخذ في الحسبان هذه التفاصيل الهامة و التي تبين بكل تجرد أهمية هذا المشروع بالنسبة للدولة الموريتانية منذ عقدين و نصف من الزمن على الاقل
٤- توسع كل الشركات المعدنية المماثلة لاسنيم نشاطها في فترة الطفرة باقتناء أصول تجني لها أرباحا و تتخلى عن الاصول غير الإستراتيجية كلما دعت الضرورة لذلك
٥- وقعت اسنيم مع الدولة الموريتانية و بتعليمات منها اتفاق سلفة لشركة النجاح من أجل إكمال مطار انواكشوط و اشترطت شركة اسنيم أن تكون السلفة بضمان من الدولة و هو ما تم برسالة ضمان رسمية موقعة من طرف الجهات المختصة بتاريخ 29 أكتوبر 2013، تخول شركة اسنيم استرجاع المبلغ ( الأصل + فائدة 8٪) في حالة عدم تسديده، بصفة تلقائية من المبالغ المستحقة للدولة على شركة اسنيم، هذا بالإضافة إلى ضمان آخر هو رهن بعض قطع المطار القديم.
في تلك الفترة كان رصيد اسنيم الداخلي بالأوقية مرتفعا نتيجة التحويلات الإلزامية للبنك المركزي من العملات الصعبة، و كانت فرصة الاستثمار الوحيدة المتاحة هي سندات الخزينة بنسبة حولي 3,5%، و انطلاقا من كل هذا تعتبر هذه العملية مربحة لشركة اسنيم من جهة (بدل استفادة البنوك الأولية من ودائعها بدون مقابل) و معدومة المخاطر من جهة ثانية لتوفرها على ضمان الدولة بالقصم التلقائي.
و ككل القرارات المماثلة حظيت هذه العملية التي اتبعت كل الإجراءات القانونية للشركة، بموافقة هيئات المؤسسة المخولة قانونيا و هي مجلس الإدارة.
سددت شركة النجاح الدفعة الأولى و تأخرت في تسديد الدفعة الثانية و بادرت بإنذارها برسائل من أجل احترام جدولة تسديد الدفعات ثم غادرت اسنيم بعد ذلك ولا أدري هل طبقت اسنيم بند التسديد التلقائي الذي يخوله لها ضمان الدولة المذكور.
٦- كانت النقاشات بخصوص تسعرة القطار و الميناء (النقل و التخزين و الشحن) مع شركة كلنكور- كستراتا ، نقاشات فنية و تجارية تولاها فريق من خبراء اسنيم بشفافية تامة معتمدا على أحسن الخبرات الدولية في هذا المجال و دافعت اسنيم عن مصالحها حتى تضمن التوازن المالي المطلوب الذي يمكنها من استعادة استثماراتها و تكاليف التشغيل و لم ترضخ لمطالب الشريك لاجنبي الذي كان يهدف الى سعر متدني (7 دولار للطن) و الذي يشكل خسارة لشركة اسنيم، بل هدف الى ابعد من ذلك بمحاولة جعل السكة الحديدية و الميناء شركة منفصلة عن اسنيم و هو مارفضته هذه الاخيرة لانه كان سيشكل نهايتها الى الأبد، و عندئذ يحق لأي كان لو تم ذلك القول بانه تم التفريط في ممتلكات اسنيم
تم التوقيع في 4 يونيو 2014 على السعر الذي يضمن التوازن المطلوب من شركة اسنيم (معدل 12 دولار للطن)
و ضمان الاخذ أو التسديد و بموافقة مجلس الادارة و كان سعر الحديد في تلك الفترة حوالي ١٠٠ دولار
و تجدر الاشارة الى ان اسنيم لا تتحكم في سعر الحديد و لا في السياسة الاستثمارية لشركة اجنبية و لكن ملزمة بالدفاع عن مصالحها و مصالح البلد و هو ما تم من خلال هذه المفاوضات
أضف الي لك أن لهذا الاتفاق أهمية كبيرة لانه سيكون هو أساس جميع الاتفاقيات في المستقبل مع الشركاء المنجميين الآخرين الذين سينقلون منتوجاتهم عبر السكة و الميناء و بالتالي فإن أي تهاون في المفاوضات مع كلنكور سيكون له تاثير سلبي طويل الأمد على شركة اسنيم و هو ماتم تجنبه بفضل الله و توفيقه أولا ثم بفضل مهنية خبراء شركة اسنيم ثانيا
إن المشاريع المنجمية تأخذ فترة طويلة لكي ترى النور لكونها تتبع مساطر فنية و مالية و اجرائية لا يمكن اختزالها بالإضافة الى كونها تتأثر بالأسواق المالية و باستراتيجيات المستثمرين الداخلية. فمشروع العوج مضت عليه عشرون سنة و لم يرى النور مع وجود اتفاق للنقل و الشحن منذ اكثر من 15 سنة.
والله ولي التوفيق
محمد عبد الله ولد أداع
انواكشوط ، 04/08/2020