رأي : الفساد خيانة للأمانة… وهدر لطاقات الوطن…/ محمد اعلى الكوري

نواكشوط  13 يوليو 2020  ( الهدهد .م .ص)

اتضح  في الأيام الما ضية ان هناك عصابات تجاوزت مراحل متقدمة في الفساد وكانت وراء اختفاء مبالغ مالية كبيرة من اكبر مصرف في البلد  ( البنك المركزي )  ، وهو مايعني وللأسف ان الفساد  دخل في  البلد أوجه متعددة ويحتاج إلى الأستئصال ليخرج من جسم الدولة ٠
فالفساد لغة هو البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحل، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقع الكلمة .
فالتعريف العام لمفهوم الفساد عربياً هو اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق، مما يجعل تلك التعابير المتعددة عن مفهوم الفساد، توجه المصطلح نحو إفراز معنى يناقض المدلول السلبي للفساد، فهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان على ما هو تحت اليد (القدرة والتصرف).

و لاشك ان غياب الكفاءة وعدم الاحساس بالمسؤولية في التسير هو العامل الأوحد خلف عدم النهوض ببعض المؤسسات الوطنية التي من غير المعقول بأي حال من الأحوال فهم اختفاء مبالغ مالية كبيرة من احتياطي البنك المركزي الموريتاني دون ان يشعر بذلك الجن اقل الإنس خصوصا اننا في زمن الطفرة الالكترونية وكل العوامل مساعدة على تأدية الواجب الاخلاقي والوطني ان كان رأس المؤسسة يريد الإصلاح والتسيير الأمثل ٠
إن عملية تسيير أي مرفق عمومي تتطلب وضع انظمة تسييرية رقابية تجعل العامل والمسؤول في دائرة الرقابة اليومية والأمر بسيط للغاية وهنا تكون الإدارة  قادرة على تمييز المخلصين في العمل من غيرهم وادخال التحفيزات واعطائها للمهتمين أومن يستحقها بجدارة وهنا لابد ان تكتسب المؤسسة امرين مهمين :
1 ثقة العمال واستعدادهم للعمل حتى خارج اوقات الدوام
2 ضمان سير العمل وفق انظمة رقابية قادرة على كشف الاختلالات التي تقع من حين لٱخر٠
ان اي عملية فساد مهما كان نوعها لاينبغي التقاضى عنها باعتبار ان الفساد هو العائق أمام التنمية والتقدم والازدهار المنشود ٠٠٠
فللفساد  اوجه متعددة يضيق المجال عن حصرها إلا أن هناك وجهين ينتشران في اغلب الدول والمجتمعات وهي ( التزوير والرشوة )
-يزور الفاسدون المستندات والتواقيع للحصول على منافع ذاتية أو لرفع قيم المعاملات المالية أو خفضها٠

-وتمثل الرشوة أبرز أنواع الفساد المالي، بل من أهم أدوات الفساد على الإطلاق وتنتشر في كل مناطق العالم وتأخذ أشكالا متعددة، وتتأرجح مستوياتها وانتشارها بدرجات متفاوتة بين الدول والشعوب٠

إن إسناد مهمات لمن تحول حوم حولهم الشبهات في الفساد لاينبغي بل احرى ان يكونوا ضالعين فيه بصفة مباشرة ومن ثم تجدد لهم الثقة وكأن فساد الماضي لايعنيهم ومن الانسب للجهات المعنية ابعادهم عن ارضية الاصلاح فكلهم يتربص الدوائر بحثا عن عمليات الفساد ولايمنعه سوى وجود الارضية المناسبة لذلك ٠
وكلنا امل في رؤية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وفي مايحمله برنامج ” تعهداتي “من اصلاحات جهورية سيكون لها مابعدها من تطور وتقدم ووقوف على السكة الصحيحة بعد استئصال وباء الفساد ٠
لقد كانت ومازالت الأخطاء سبيل لتحقيق النجاح الأمثل ان كانت هناك جهات تعمل على تصحيح الأخطاء وتستفيد من تجارب الأمس في وضع الخطط والخطط البديلة لغد أفضل…

مقالات ذات صلة