ومضة …/ إذكاء النعرات القبلية…/ الشريف بونا
نواكشوط ،نواكشوط 10 يوليو 2020 ( الهدهد .م. ص)
بعد 60 سنة من عمر دولة شهدت الأنظمة ألمتعاقبة على إدارتها فترات مد وجزر , حيث كان اول نظام حكم البلد في الإرهاصات الأولى للأستقلال يعمل على محورين .
١ المحور الأول العمل على توطيد أركان الدولة الفتية التي تحاول أطراف خارجيةوداخلية وأدها في مهدها .
٢ ترسيخ مفهوم الانتماء للوطن بدلا من القبيلة التي تبلغ في عددها بجذورها وفروعها حسب إحصاء المستعمر أكثر من 500 قبيلة .
فلئن كان أول نظام حكم البلد استطاع بجهد جهيد تحقيق المحور الأول ولعب دورا كبيرا في تحويل الانتماء من القبيلة الى الدولة المدنية فإن حرب الصحراء وتداعياتها الاقتصادية والعسكرية
كادت أن تنسف بالبلد في هوة سحيقة لولا تدخل الجيش الذي أوقف حركة عجلة الحرب في هذا اليوم 10 يوليو 1978.
لقد شهدت موريتانيا في ظل حكم الأنظمة العسكرية الكثير من التقلبات والصراعات التي تارة يصل فيها الولاء للدولة إلى أسفل درجة في الترتيب فيقوى النفوذ القبلي على حساب الانتماء للوطن ومصالحه.
كما نشاهد في فترات أخرى قوة خارقة للحكم ترمي بالقبيلة في عالم المجهول كما وقع في عهد هيدالة عندما أصدر حكمه بالإعدام على ضباط ورجال أعمال وسياسيين من قبائل لا احد يجهل تاريخهم وقوة شوكتهم خاصة في ولايات اترارزة الحوض الشرقي تكانت وٱدرار.
اليوم تتعالى اصوات نشاز في تسجيلات من هنا وهناك تدعو بعودة عجلة التاريخ إلى الوراء محاولة اثارة النعرات القبلية ،والخروج عن الولاء للدولة إلى القبيلة..
حبذا لو تذكر هؤلاء واولئك أن التاريخ محفوظ ، والماضي وإن تقادم عهده ما تزال شواهده حية لمن اراد أن يستنطقها…!!