فجر الخصومة في التسريبات المسمومة…!!
كشف الاهتمام (الزائد عن الغرض) الذي تبناه موقع “زهرة شنقيط” في نشره لمذكرة إقالة عمال بالإذاعة يوم الخميس، وما رافق ذلك من “تحليل” غير علمي ولا موضوعي ولا مهني؛ استلهمه الموقع من عين خيال خلاَّق لما يرضي هوى النفس ويذرف دموع عين السخط فرحا بما علم صاحبه بطلانه قبل غيره، لكن أجبرته عليه ضغوط قبلية مقيتة، وعصبية أيديولوجية مغلقة؛ فاجتهد صاحبه في محاولة إقناع نفسه بتبني أكوام من “الفرضيات” فطفق يروجها وكأنها “مسلمات”؛ بل “بديهيات” لا تحتاج إلى براهين أو إثباتات!!!
كل ذلك ليظهر بعض “إعلامنا الالكتروني” وقد عرى نفسه الغارقة في الذاتية وهو يستحضر؛ بل يتقمص؛ فيما يكتبه وما يروج له وما يفبركه من أراجيف شخصيتي “عرقوب” و”أبو رغال” من خلال منطق الاجتزاء المقصود القائم على تضخيم الجزئيات وإخراجها من سياقاتها الطبيعية المعلومة بالبداهة، وكأنه حق لجحافيل الدجالين ممن يحاربون الفضيلة وأهلها أن يوجهوا أسنة رماحاهم لمن شاءوا، وكيف شاءوا، ومتى شاءوا؛ غير آبهين بكرامة الناس المحفوظة بقوة القانون من طيش المشاغبين وعتاة المردة المتقولين..
صحيح والله أن من شر البلية أن يصبح الرأي بيد من يملكه دون أن يبصره؛ لكن الجهل كل الجهل هو في أن لا تعرف أن من سبقته بادرة فمه سبق بدنه سفك دمه..
وصحيح أيضا أن ساحة الفضاء الالكتروني عندنا هنا في بلاد العجائب صارت مجرد غربال واسع الثقوب في لعبة كلمات متقاطعة يجتهد أصحابها في إسالة اللعاب وشحذ الفضول والإثارة ليقتاتوا من إلهاء الناس بالباطل، ومن أكل لحوم الخيرين سبا، وبهتا، وقذفا، وتشويها، وشيا…
قد يقول قائل إن مذكرة الإقالة مرتبطة في مكان ما بالوثائق المسربة من الخزينة العامة للدولة، وببنوك أولية أخرى، وهي الوثائق التي نشرها موقع “الأخبار” بعد أن حصل عليها فيما يبدو عن ترصد وسبق إصرار من كتيبة في الإذاعة تعلن مجاهرتها بالخصومة للمدير العام الحالي الأستاذ محمد الشيخ ولد سيد محمد وتعارض بشدة الإصلاحات البنيوية التي يقوم بها في ورشات الإنتاج وتحسين الخدمة العمومية؛ كي تكون أشد ارتباطا واندماجا مع الخلايا الأساسية للمجتمع؛ وأكثر مواكبة لبرنامج رئيس الجمهورية القائم على تقريب الخدمات العمومية من المواطنين..
ورغم أن الوثائق المسربة في مجملها هي تحفيزات لمنتجين وعمال بالإذاعة بذلوا جهودا معتبرة في الرفع من مردودية العمل الإذاعي؛ لكن خلايا نائمة بالمؤسسة تتقن فن المؤامرة ويحكمها الحقد الدفين؛ ظلت ومازالت تسعى للتشويش على رؤية الإصلاح، وهو ما دفعها لتسريب هذه الوثائق لوكالة “الأخبار” المعروفة بعدائها للمدير العام الحالي للإذاعة ولنهجه الاصلاحي؛ متظاهرة برغبة “بريئة” في تسليط الضوء على تسيير مؤسسة عمومية؛ وكأن موقع “الأخبار” بات جهة رقابية ينافس محكمة الحسابات والمفتشية العامة للدولة في أدوارهما الرقابية، ويمارس الوصاية المطلقة على خصومه في مؤسسات الدولة من خلال سلاح الترهيب؛ بينما هو يقف عاجزا عن النطق ببنت شفة حول إضراب عمال ” تازيازت لحاجة في نفس “وكالة الأخبار” تعرفها هي ويعرفها أكثر قرائها؛ وإن توهمت هي أنه لا يعلم حقيقتها سواها…
وكخلاصة لماسبق، ولكي لاتضيع “الأخبار” و”زهرة شنقيط” بين وهم توعية الناس وواقع تضليلهم؛ فإن عليهما أن تتوقفا عن نهج ترويج النميمة وفقه الهجاء، و إفرازات الأحقاد العمياء، وأن لا تصطادا مستقبلا في المياه العكرة، إن كان يهمهما أن تتجنبا أو تتقيا صولة المستنفر الحامي؛ فالكلام كالنار قليله يكفي، وكثيره يحرق..
واللبيب تكفيه الإشارة..
.
أعلي ولد البكاي